أخر الأخبار

السماني عوض الله يكتب : استصحاب الجوار لجدة

الخرطوم الحاكم نيوز

ربما تستأتف غدا بجدة جولة جديدة من محادثات السلام بين الجيش السوداني والدعم السريع بعد توقف استمر طويلا رغم توقيع الطرفين لاتفاق إعلان المبادئ والذي لم يتم الالتزام به.

منبر جدة في بدايته كاد ان يحدث اختراق كبير جدا في عملية وقف إطلاق النار، لكنه افتقر الي آلية تنفيذ ما تم التوافق عليه في إعلان المبادئ وربما يعود ذلك الي ثقة الوساطة المفرطة في الطرفين الأمر الذي أدي الي فشل المنبر ولم يحقق أي من البندين الأساسيين بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية.

واعتقد ان أهم بند في ذلك الاتفاق هو انسحاب الدعم السريع من منازل المواطنين والمرافق المدنية الأخري الا انه لم يلتزم بذلك حتي الآن مما دفع الجيش ان يضع هذا البند شرطا أساسيا لاستئناف محادثات جدة.

ولا أدري ان كانت الوساطة قد تلقت تأكيدات من الدعم السريع بتنفيذ هذا البند وسحب ارتكازاتها الموجودة في الطرق والتي تمثل عائقا أمام إيصال المساعدات الإنسانية الي المواطنين!!.

منبر جدة ربما يستأنف غدا ولكنه لن يحقق اي نجاح مالم يضع آليات لتنفيذ ما يتم التوافق عليه واستصحاب دول الجوار السوداني التي لها تأثير واضح في عملية السلام في السودان.

والمتابع ان دول الجوار السوداني عقدت قمة على مستوي الرؤساء في القاهرة ثم اجتماعيين لوزراء الخارجية في انجمينا و نيويورك ووضعت هذه الدول خارطة طريق محكمة وبطريقة جيدة يمكنها ان تحقق السلام في السودان ولذا فإن وجودها في منبر جدة ضرورة ملحة لان الوساطة يمكنها الاستفادة من اطروحاتها كما أنها تمكنها من ممارسة الضغوط على الذين لا يزالون يدعمون الدعم السريع من خلال تسهيل إيصال الإمدادات العسكرية.

إن التنسيق بين منبر جدة ودول الجوار السوداني يعد الطريق الصحيح لبداية حل المشكلة السودانية لان منبر جدة ومبادرة دول الجوار السوداني تحظي بقبول الطرفين وبالتالي يمكن أن تتكامل جهودهما من أجل الوصول الي تسوية من شأنها تسهل عملية وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية ومن ثم الدخول في العملية السياسية.

كما أن الأولوية الان التي يجب أن تدركها الوساطة هي وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الإنسانية وان تبتعد في الوقت الحالي مناقشة العملية السياسية بل ممارسة الضغوط على السياسيين للمساهمة في عملية وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية لان مناقشة العملية السياسية في الوقت الحالي هو صب الزيت على النار ويبعد إمكانية الحلول ولو مؤقتة.

نواصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى