الخرطوم الحاكم نيوز
(قحت) هي بذاتها (جوع) هربت إليها من مسماها المشؤوم قحت ، وهي (أربعة طويلة) عملاء السفارات التي سرقت الثورة وارتمت بثقلها في أحضان قوات الدعم السريع المتمردة لتشكل لها غطاء سياسيا مدفوعا الأجر، فجمعت إليها في صفها المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع من جماعة الإطاري ، لتكوين جبهة مدنية لإيقاف الحرب وبالطبع لذلك تضحيات جسام لا تتوفر لديها .
هربت قحت هذه من مسماها البائس تحالف الحرية والتغيير (قحت المركزي) إلي مسمي الجبهة الوطنية العريضة (جوع) ، فألبسها الله بذلك لبأس الخوف والتشريد والعمالة والإرتزاق فأصبحوا مجرد شتات منبوذين مطرودين مثلما رأيناهم يخفون وجوههم خائفين بالقاهرة ولندن ويوغندا وغيرها بالداخل والخارج .
مع الأسف الشديد جاءت (أربعة طويلة) أديس أبابا هذه المرة ليجتمع شعثها تحت راية الجبهة الوطنية العريضة (جوع) ، واعتقد هي محاولة لدعم التمرد بتوجيه من كفيلها دولة الإمارات للخروج من أزمة الحرب التي تورطت فيها مكونات قحت بعنادها وغلوها وتطرفها إما الإطاري أو الحرب ..! .
من الواضح أن قحت لا تزال غارقة في أوهامها وإستهبالها السياسي وهي تدعو لإجتماعها بأديس أبابا الذي مولته مخابرات أجنبية ، فشل اللقاء أمس في ظل ضعف الحضور والخلافات الطاحنة
بشأن أجندة التأسيس ، فتدخل الدكتور حمدوك وآخرين لإنقاذ الموقف ومحاولات لضم عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو وبعض الممانعين
وبالتالي تم تأجيل المؤتمر (48) ساعة لينطلق غد الإثنين بأديس أبابا خارج أرض الوطن ومع الأسف يصادف الذكرى (التاسعة والخمسون) لثورة إكتوبر المجيدة ثورة الديمقراطية والتحرر الوطني والقرار والإرادة الوطنية ..!.
ولكن كيف تتحقق الديمقراطية مع أحزاب (قحت / جوع) وذات نفسها تفتقد للديمقراطية داخل بيتها المهلهل ، فلا مجال للسواقة بالخلا ثانيا ، ولا تفويض لها دون صندوق الإنتخابات وهو الحل ليفوض الشعب من خلاله من يفوضه ، فمن الواضح جدا ما عادت هذه الأبواق العميلة تصنع حدثا يجمع شمل القوي السياسية متفقة علي جبهة وطنية واحدة ، تقودها هذه الفئة التي أصبحت مجرد بيادق تحركها المخابرات بالدولارات والدراهم مثلما ظلت تعبث بها أنامل الدعم السريع .
فلا أدري هل ستتمكن هذه الأفعي الرقطاء (قحت) من الهروب من تاريخها الأسود لتغير جلدها هذه المرة الي (جوع) ، كما تزعم لتكوين جبهة وطنية عريضة تنطلق من خلال المؤتمر العام للقوي المدنية لوقف الحرب في البلاد ، ليتهم يكونوا أكثر وضوحا للإجابة علي تساؤلاتنا من وراء هذا المؤتمر من دفع ومن نظم ولماذا ومن هو الخاسر ومن الرابح ..؟!، بلاشك الوطن خاسر مع هؤلاء العملاء الذين لا يرجون للوطن غير ما يتفق مع مصالحهم الذاتية .
علي أي حال هل سيشمل هذا المؤتمر كافة القوي السياسية يمينا ويسارا، متحالفين ومعارضين ومهادنين ومخاشنين أم هنالك خيار وفقوس وبالتالي يكون مصيره ذات الفشل الذي لازم الإتفاق الإطاري حتي كان سببا في إندلاع الحرب في البلاد .
المتابع يجد أن المؤتمر المزمع إنعقادة تحت لواء الجبهة الوطنية العريضة (جوع) هو بذاته مجرد إمتداد لتحولات وتقلبات ذات مكونات قحت منذ عهد التحالف الوطني الذي كان سببا في إنفصال الجنوب حينما أجاز مقترح حق تقرير المصير في مؤتمر أسمرا ومنح الحكم الذاتي للمنطقتين وأبيي
قبل أن يتحول للجبهة الوطنية المعارضة وهي بذاتها التي تنكرت للجبهة الثورية (نداء السودان) حينما تنصل حزب الأمة عن مسؤولياته فتنكرت قحت وحدث ماحدث ..!.
في تقديري أن إجتماعات أديس أبابا هذه مجرد محاولة لخلق تكتل جديد لتمرير أجندة قوات الدعم السريع المتمردة المحلولة ، ولقطع الطريق أمام إنتصارات الجيش ، والتي أكدها الجنرال الكباشي نائب القائد العام من وادي سيدنا ، واعتقد ذلك يعني وضع اللمسات الأخيرة لنهاية الحرب والتي بدت واقعا بهزيمة الجنجويد الذين هربت قياداتهم الميدانية بعد أن تكسرت قوتهم القتالية الصلبة ، فلقاء أديس أبابا لا يعدو أن يكون مجرد محاولات لإنقاذ ماتبقي من الجنجويد للهروب من الخرطوم ، ويبدو أن الدعم السريع أدرك أنه خسر المعركة في ظل الهروب الجماعي اليومي لمقاتليه من أرض المعركة بالخرطوم موليين الدبر دون مواجهة القوات المسلحة
ويبدو واضحا أن المؤتمر المزعوم مجرد محاولات يائسة لسرقة لسان الشعب مرة أخرى لتوفير غطاء سياسي مدني للدعم السريع تحت لواء (الجبهة المدنية لإيقاف الحرب) ، ولكن هل يملك (جوع) كروت ضغط علي هؤلاء المتمردين الذين يحتلون بيوت المواطنين ومؤسساتهم الخدمية للخروج منها ، وهل يستطيع النؤتمر إدانة هذه المليشيا المتمردة كما أدانتها المنظمات والجهات ذات الصلة لجرائمها النكرة من تصفيات عرقية وإغتصاب ونهب وتشريد وغيرها والتي بسببها أفرغت الخرطوم من مواطنيها .
علي كل نحن مع إيقاف الحرب واعتقد مهما طال أمدها فلابد من مفاوضات
ولكنها مفاوضات أمنية مدخلها تنفيذ إتفاق جدة الخروج من مساكن المواطنين ومؤسساتهم الخدمية ومن ثم ترتيبات أمنية وفقا لضوابط القوات المسلحة والتسريح وإعادة الدمج ، وليست مفاوضات لبعث الروح من جديد في جسد قوات الدعم السريع التي تمردت وسقطت وتم حلها ولابد من الإجماع علي خروجها من الساحة السياسبة نهائيا ..!.
الرادار.. الأحد 22 إكتوبر 2023 ..