الخرطوم الحاكم نيوز
لا أدري من راسك ولا كراسك ياوزير الزراعة والغابات ..!، فالمجاعة واقعة في البلاد حسب تأكيدات الخبراء والعلماء والمزارعين بما فيها تقاير المنظمات الدولية ذات الصلة بسبب التغيرات المناخية وتبذبذب الأمطار وإنخفاض معدلاتها وغياب الحكومة وهروب معظم المنظمات الوطنية والدولية والإقليمية التي وتركت المواطنين يواجهون الأزمة ويعانون القتل والتشريد بعد أن إحتلت المليشيا المتمردة بيوتهم ونهبت ممتلكاتهم وكافة مدخراتهم فأصبحوا فارين بين نازح ولاجئ ..!، فكل المؤشرات تؤكد يا سعادة الوزير أن المجاعة واقعة لا محالة مالم ..!.
في تقديري أن تصريحات وزير الزراعة والغابات الإتحادي المكلف أبوبكر عمر باشري تلك غير واقعية ومبنية علي تقارير أيضا غير واقعية وربما مجرد توقعات وتكهنات جاءت تحمله تقارير أداء الوزارة ديوانيا وبالطبع ليست تقارير ميدانية شاملة ، تم تقديمها لعضو مجلس السيادة الإنتقالى الفريق الركن مهندس بحرى / ابراهيم جابر المشرف على وزارات قطاع الإنتاج في أول إجتماع له عقب تكليفه بالمهمة .
قال الوزير في تصريح صحفي عقب الإجتماع أن الشعب السودانى لن يخرج من الحرب ويدخل فى مجاعة ..!، مؤكدا أن
المساحة المزروعة فى الموسم الصيفى الحالى 2023 بلغت (36) مليون فدان أقل من مساحة العام الساق ولكنها تركيزا علي الذرة ،وقال إنه يبشر بإنتاجية عالية بفضل تكاتف الجهود الإتحادية والولائية على الرغم من الظروف الاستثنائية التى تمر بها البلاد ..!.
ربما التقرير يتحدث عن القضارف والنيل الأزرق إستثناء ولكن الواقع أن مناطق الزراعة التقليدية ومعظمها في ولايات دارفور وكردفان الكبرى جميعها خرجت بسبب الحرب وبالتالي خرجت تماما عن الموسم الزراعي ويعني ذلك خروج أكثر من (عشرين) مليون مواطن من الإنتاج ماعدا قليل من المناطق وبذاتها مهددة بالطيور والجراد والآفات بعد أن تجاوزت مرحلة نقص الأمطار والباحت ، ولكنها أيضا تصبح مهددة بالصراع الأزلي بين المزارعين والرعاة ، الله يكضب الشينة ..!.
وبالتالي نحن نسأل سعادة الوزير ماذا قدمت وزارتكم لهؤلاء النازحين الذين لجأوا لمناطق الإنتاج وهم صفر اليدين ماعدا القليل ليتفاجأوا بسوء الظروف المناخية والأمنية حيث لا حقتهم الحرب اللعينة هناك في الولايات ..؟!.
وبل ماذا أعدت وزارتكم لمجابهة هذه المهددات وماذا قدمتم من دعم فني أو مالي أو لوجستي للمزارعين هؤلاء بالطبع لا شيئ يذكر ..!، يقول أهل الزراعة في أبو جبيهة أنهم زرعوا (240) ألف فدان تقريبا من جملة أكثر من (مليون) فدان ولم يجدوا إلا قليل من الوقود ولا يوجد تمويل (سلم) والآن هم ضحية (للمشال) سعر جوال الذرة مابين (10 – 15) ألف جنيه وقنطار السمسم مابين (15 – 20) ألف جنيه فضلا عن ظهور آفة الجراد والطيور والتي قضت حتي علي الهشاب والقطن ولا توجد أي بوادر معينات للرش لمكافحة الحشرات لا بالإمكانيات الذاتية ولا الدولة ..!.
مع الأسف الشديد لا يختلف الحال كثيرا في النيل الازرق والقضارف من حيث ضعف السلم وبالتالي أصبح المزارع فريسة في يد أهل السعة من المال ، إذ يتراوح (مشال) جوال الذرة مابين (15 – 20) جنيه وقنطار السمسم مابين (17 – 25) لأفضل الأسعار بضمانات واقعية ، فيما لازال الفطاعان يتعاركان بشأن الحصول علي طيارة الرش وهي ربما الوحيدة التي تعمل في ظل هذه الظروف وبلاشك تهددهم الطيور والجراد أيضا وضعف التسويق وانعدام السيولة والخيش والوقود وغيرها .
وليس بعيدا عن ذلك فقد تجاوز جوال الذرة الآن (40) ألف جنيه في كادقلي وبعض المناطق المقفولة أمنيا، غير أن التجربة العملية ولطف الله جعلت بعض هذه المناطق تحتفظ بمخزون من الذرة من العام الماضي تحسبا لأي طارئ أو أزمة (لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين) ..!.
سعادة الوزير فإن المجاعة بهذه الصورة واقعة لا محالة ..!، لا سيما في كردفان ودارفور ولذلك لابد من الإنفتاح علي مناطق الزراعة المروية وبالطبع ليست بالغرب ، لبداية جادة للموسم الشتوي تركيزا علي الذرة والقمح مع توفير التمويل وكافة مدخلات الإنتاج للحاق بما تبقي من الموسم الصيفي والإستعداد للشتوي وحتى حينها يمكن أن تتحدث وزارتكم أن الموسم جيد ولا مجاعة بعد الحرب ..!.
المرجو والمأمول من عضو مجلس السيادة إيلاء أمر الزراعة جل إهتمامه لتذليل العقبات للحاق لحل معيقات حصاد الموسم الصيفي والإستعداد باكرا للموسم االشتوى .
الرادار .. الخميس 19 إكتوبر 2023 .