• ظلت القضية الفلسطينية على مر العقود خير ملهم وواعظ للإعتبار والتأسي لكل حركات التحرر والمقاومة الحديثة ، مع ملاحظة أن كثير من الحركات والمقاومات اما هُزمت وإندثرت ، وإما مُيعت وتضعضت بعد أن أخترقت وأُضعفت، ولكن حركة المقاومة الفلسطينية السنون والزمن يزيدها حيوية وتصميماً وشباباً ، وكل جيل يضع بصمته وإنتفاضته ويمضي، ليستلم الراية جيل أكثر عزيمة وصلابة.
• بعد معركة الكرامة السودانية بأيام مع التمرد الذي يرضع من ثدي الإمارات وربيبتها إسرائيل – ذات عدو الفلسطينيين – خففت “غزة” الضغط الدولي عن الخرطوم وشغلته عنها بمئات الصواريخ المرعبة التي أطلقتها نحو إسرائيل ثاراً وإنتقاماً لإغتيال الجيش الإسرائيلي لعدد من القادة العسكريين الفلسطينيين الكبار والمؤثريين.
• الإيمان بالقضية زائداً العقيدة الوطنية الفدائية الممزوجة بالعقيدة العسكرية خير إعداد لإرهاب وهزيمة أقوى جيوش الأرض.
• السرية المطلقة في التخطيط العسكري الأولي على ضوء معلومات وتقارير الإستخبارات الحقيقية عن العدو واستغلال نقاط ضعفه من اجل إختراق حصونه و التسلل الى عمقه وإنتظار ساعة الصفر.
• اجهزة الإستخبارات والأمن التابعة للمقاومة كانت فى غاية الإحترافية المهنية وتأمين الطُوفان بعيداً عن الرصد او الكشف، بعد الحد من عيون العدو وطابوره الخامس والعملاء وبائعي القضية.
• تماسك المقاومة ومسارعة الفصائل الفلسطينية الأخرى في دعم ومساندة حماس وتناسي الخلافات، والصراعات الشخصية والإرتقاء لمستوى الحدث الذى ينصب فى وحدة الهدف والعدو.
• القيادة الفلسطينية الواثقة والمؤمنة واتخاذها القرار المناسب في التوقيت المناسب وتناغم واتساق المعركة العسكرية مع السياسية وجعلهما في خط متوازي، مع عدم التعويل على الخارج او الإنقياد والإنسياق خلف دعاوى التهدئة والتفاوض من دول شقيقة وصديقة أغلبها تحت سيطرة وخدمة العدو.
• الإعلام الحربي العسكري المواكب والمميز رغم تواضع الإمكانات المادية والفنية وانسداد أفق الفضاء الإعلامي الإقليمي والدولي بسيطرة العدو عليه بشكل كبير.
• أهم رسالة كانت فى القيادة العسكرية الواثقة غير المترددة المُلهمة وبطولية كالشاب القائد الفدائي “محمد الضيف”، القائد العام لكتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، والذي بات علامة فارقة كقائد لأركان المقاومة ، ذكّر الكثيرون من خلال مقعده المتحرك بعد إصابته بالشلل بالشيخ “أحمد ياسين”.
• رغم ظهوره النادر فإن “الضيف” اكتسب طوال النزالات السابقة مع إسرائيل هالة من الاحترام كقائد عسكري داخل حركة حماس وفصائل المقاومة وبين جموع الفلسطينيين، وكان هتاف “حط السيف قبال السيف، إحنا رجال محمد ضيف” أحد أكثر الشعارات ترديداً في مظاهرات الفلسطينيين بالضفة والأقصى ، الداخل الفلسطيني في2021م.
• من شأن عملية “طوفان الأقصى” بنجاحاتها العسكرية أن تحوله إلى شخص مُلهم واسطوري ، وصفه الكاتب الإسرائيلي حاييم ليفنسون -في مقال له بصحيفة هآرتس يوم 8 أكتوبر واصفاً ما ما حصل ” بالكارثة الإسرائيلية و”العار الذي لا يزول”، ويشير إلى أنه “حتى لو عثرت إسرائيل على محمد الضيف في مخبئه وقدمته للمحاكمة فلن يكون لذلك أي معنى، إذ اكتملت الخسارة مع الصفعة الأولى”.
خلاصة القول ومنتهاه:
• مهما حدث من تحولات وتغييرات وسياسات تطبيعية اضرت وألقت بظلالها على الثوابت الوطنية السُودانية المستمدة من العقيدة والهوية الإسلامية يظل التطبيع السُوداني الوجداني الشعبي وخرطومه الجريحة بيد أبناءها متمسكة بلاءاتها الثلاثة بإصرار : لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه.
• “المقاومة الفلسطينية”، كل زادها وعتادها يتمثل في كفاحها وفدائيتها وتضحياتها وايمانها بقضيتها منفردة بلا سند او عضد ،تقدم دروس عملية لكل المقاومات والحركات المطلبية والدول العربية والاسلامية بأن الصهيونية العالمية التي تتحكم فى العالم وتدير مشهده كيفا شأءت ورغبت ما هي الا نمر من ورق وإلى بداية النهاية والزوال.
• يهود الشتات العالمى يتوكأون على فرية شعب الله المختار وكذبة المحرقة ليحرقوا الاسلام ويسودوا في الأرض.
• “الجنجويد وعرب الشتات الإفريقى ” الإبن الشرعي لبني صهيون يغزون الخرطوم وهم يتوكأون على كذبة الفلول ، والكيزان وجلب الديمقراطية استهدافاً للدين ومحواً الهوية الإسلامية، نصرة لبني صهيون وربيبتها الإمارات ، ولكن الله غالب على أمره وناصر دينه وعباده فى السودان، وفلسطين ولو كره الإسرائيليون والإماراتيون وأذيالهم.