الخرطوم الحاكم نيوز
بقلم : الباحث الأكاديمي
الدكتور / طاهر موسى الحسن
Tahermusa2010@yahoo.com
مواصلة للحلقات توقفنا في الحلقة الماضية أن الحكومة إنتبهت لخطورة الدور الذي ظل يلعبه فولكر بيرتس ، ولذلك طالبت الأمين العام للأمم المتحدة إبعاده ، مع الإبقاء على البعثة إيماناً بدورها، ولكن تمسك فولكر بمنصبه وممارسة نشاطه من نيروبي دون أن يعير إنتباهه للأصوات المنادية بذهابه من غير رجعة ، كان سبباً كافياً لإصرار الحكومة على إعادة النظر في وجود البعثة الأممية من أساسها، فاستجاب الأمين العام للأمم المتحدة لذلك، وقبل استقالة فولكر في 13 سبتمبر 2023م، مع التمديد للبعثة الأممية بالسودان، بإجماع أعضاء مجلس الأمن لمدة ستة أشهر تنتهي في ديسمبر 2023م.
خامساً : ثم ماذا بعد ؟
1/ يجب الضغط في إتجاه إجبار قوات الدعم السريع المنحلة بتنفيذ ماجاء في اتفاق المبادئ الذي تم توقيعه في جدة برعاية سعودية – أمريكية، والذي يُلزم منسوبي المليشيا بالخروج من منازل المواطنيين والأعيان المدنية في العاصمة، مع تحذير الوفد الحكومي المفاوض من أفخاخ الهدن التي إستفادت منها المليشيا في إعادة نشر قواتها فضلاً عن حماية نقل المنهوبات لمناطق وولايات منسوبيها ، وإن كان هناك تفاوض مع المليشيا المنحلة يحب أن يكون حول كيفية إستسلام أفرادها وتسليم السلاح وتجميع أفرداها في معسكرات خارج العاصمة لضمان سلامة أرواحهم وإرجاعهم إلى مناطقهم، وتفعيل الإدارات الأهلية لكي تلعب دوراً في إقناع أبنائها بالتخلي عن المليشيا والعودة لمناطقهم والإنخراط في تنميتها بدلاً من الإنسياق وراء أجندة آل دقلو وأحلامهم في الملك .
2/ صياغة عقد إجتماعي يجمع عليه غالبية الشعب السوداني يحمي حقوق المواطنين، ويحل معضلة توزيع الثروة والسلطة بشكل مرضي يراعي التنوع الإثني والعرقي والثقافي، وعبره يتم التداول السلمي للسلطة وفق نظام لا مركزي وديمقراطي تعددي، وفي ذلك يعتبر دستور 2005م نموذجاً مثالياً لأنه جاء نتيجة لحوار ومبادرات شعبية وإتفاقيات سلام ومصالحات وطنية شاركت فيه كل القوى السياسية والإجتماعية .
3/ أن يكون للوسطاء دوراً ملموساً لا سيما الدول الراعية لمفاوضات جدة، فالمملكة العربية السعودية مطلوب منها المساهمة في إعمار ما دمرته الحرب وما سببته من ضرر أصاب الشعب السوداني، فهي دولة رائدة في تقديم المساعدات، وحل المشاكل في الإقليم، أما أمريكا المطلوب منها إستخدام نفوذها بكف أيدي المتمردين وشركائهم، والحد من إستمرار الدعم اللوجستي للمليشيا من دولة الإمارات عبر دولة تشاد ، ومحاربة الأفعال الإرهابية للمليشيا لاسيما بعد العقوبات التي فرضتها وإستهدفت بها عبد الرحيم دقلو وبعض شركات آل دقلو..
4/ معالجة الشرخ الإجتماعي الذي تسببت فيه الحرب وأججت أواره قوى دولية وإقليمية ومحلية كان هدفها صناعة أزمات وصراعات في أقاليم السودان المختلفة تؤدي في النهاية إلى مطالبات إنفصالية، ربما نجحت في ظل الدعاية الممنهجة الماكرة الداعية لفصل دارفور وظهور جماعات دولة البحر والنهر ومثل حمدي الذي نادى فيه بتركيز الإستثمار بطريقة آمنة في المنطقة التي تشمل( دنقلا والنيل الأزرق وكردفان) ويستثني دارفور مؤقتا لحين استتباب الأمن في مجال إنشاء البنيات التحتية الضخمة المؤهلة لجلب الاستثمارات الأجنبية للمساعدة في برنامج نهضة السودان الذي طرحته الحكومة حينها .
5/ بعد إنهاء الحرب تكون الأولوية لتكوين حكومة تكنوقراط لإدارة الفترة الإنتقالية، تكون الأولية فيها إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وجبر الضرر الذي لحق بالمواطن، وتشكيل لجان للتعويضات ، وإرسال لجان فنية إلى دول الجوار الأفريقي لحصر وجرد كل الآليات والسيارات المنهوبة لإعادتها، فضلاً عن إنتهاج سياسة خارجية منفتحة سياسياً وإقتصادياً لإنشاء شراكات إقتصادية تخرج بالبلاد من الأوضاع المزرية التي تسببت فيها هذه الحرب اللعينة .
6/ عدم السماح لوجود قوات مسلحة خارج القوات النظامية، تشكل تهديداً في المستقبل لاسيما قوات الحركات الموقعة على السلام في جوبا، أو التي ما زالت متمردة ويتوقع إنضمامها مستقبلاً للسلام، وكذلك القوات المساندة للجيش وسط المجتمعات ذات الإمتدادات القبلية مع دول الجوار لما له من تأثير متعدي لاحقاً .
المراجع:
1/ إسكاي نيوز العربية ( ما هو الإتفاق الإطاري ومن الداعمون والرافضون).
2/ أحمد الصالح صلوحة تسجيلات صوتية في وسائل التواصل الإجتماعي (الواتساب) .خطاب السيد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي أمام الأمم المتحدة (الدورة 78) في نيويورك، ديسمبر 2023م.
3/ الدرديري محمد أحمد مقالات تحت عنوان عرب الشتات.
4/ شاكر الصوفي مقال في وسائل التواصل الإجتماعي.
5/ السفير عبد الله الأزرق مقالات تحت عنوان (المعقول واللا معقول في العلاقات الدبلوماسية).
6/ السفيرعمر دهب مقال منشور بتاريخ 3 يونيو 2023م (فولكر عرض لمرض).
7/ الأستاذ محمد وداعة في عموده ما وراء الخبر، مقال بعنوان ( حميدتي …. الإعداد للحرب 1).
8/ موقع سودان تربيون ، سليمى إسحاق، جرائم قوات الدعم السريع.
9/ لواء أمن (م) مازن محمد إسماعيل مقالات في وسائل التواصل الإجتماعي.
إنتهت الحلقات بحمد لله