ابراهيم عربي يكتب : (التمرد في ود عشانا) … إسبوع تمام .. !

الخرطوم الحاكم نيوز

مع الأسف الشديد دخلت مليشيا قوات الدعم السريع المتمردة مدينة ود عشانا والغبشة وغيرها ، أمس الأحد الأول من إكتوبر 2023 وعاست فيها فسادا
فأصبح تاريخا مسطرا جديدا يضاف لسجل إنتهاكات قوات الدعم السريع المتمردة ضد المواطنين العزل ..!.

إغتالت القوات المتمردة المواطنين بالمنطقة ونهبت وحرقت ممتلكاتهم الخاصة والعامة وشردتهم
، وبالتالي حدث ما كنا نحذر منه ونخشاه من تمددها ولكن هل ستكون ود عشانا نفطة لبداية جديدة أم نقطة النهاية لوضع حد لطموحات التمرد ..؟!.

في الوقع لقد سئم المواطنين سياسة النفس الطويل (الحفر برأس الإبرة .. !) ولذلك حاصروا رئيس مجلس السيادة الجنرال البرهان بدنقلا وطالبوه ب(فك اللجام ..!) فوعدهم قائد الجيش ب(7 أيام) فقط لنهاية الحرب وإعلان إنتصار الجيش وهزيمة التمرد ومن يقف خلفهم ، ولكنه لم يحدد كيف ..؟!، إن كان عبر قوة السلاح أو طاولة المفاوضات أم الإثنين معا، علي كل يعني إسبوع بالتمام والكمال ..!.

من الواضح أن مليشيا قوات الدعم السريع المتمردة أصبحت لاتملك رؤية استراتيجية مركزية للعمل العسكري بل مجرد قوات مليشيا معزولة عن بعضها للمفازعة والنهب المسلح تستهدف مناطق الهشاشة الأمنية وأحيانا تتعامل بردود الأفعال ، ولذلك جاء إعتداءها علي ودعشانا والغبشة وغيرها من القري وقد تزامن معها هجوم آخر علي تقطة إرتكاز للواء (العاشر) أبوجبيهة بكيلو (44) جنوب أم روابة ..!.

تجمعت هذه القوات المتمردة من شتات الأرض ، قوات المتمرد برشم من غرب كردفان وقوات المتمرد شيريا من جنوب كردفان وأخرى محلية للنهب المسلح ، جاءت تقطع الوديان والقري والبوادي ، تجوب البلاد طولا وعرضا صوب المنطقة .

غير أن الواقع يؤكد أن قوات المليشيا المتمردة قد منيت بهزيمة كبيرة في ود عشانا ، فقدت فيها بعض قادتها الميدانية من بين أكثر من (مائة) مابين قتيل وجريح وبعضها حالات خطرة إمتلأت بهم مرافق أم روابة الصحية والتي تفتقد للمعينات العلاجية والإنسانية وبالتالي إفتقدت المليشيا كميات كبيرة من الأفراد والعدة والعتاد والمحركات ..!..

ولكن في تقديري أن الهجوم علي ودعشانا جاء عقب محاولات خاطفة لقوات الجيش بالفرقة (18) مشاة كوستي ضد قوات المليشيا المتمردة في أماكن سيطرتها داخل مدينتي أم روابة والرهد إستهدفت بعض قادتها في أكثر من كمين ، مما أثار حفيظة وغضب هذه المليشيا لقوات الدعم السريع المتمردة للهجوم علي نقطة إرتكاز متقدم للجيش في ود عشانا بأكثر من (خمسين) سيارة قتالية مختلفة من ثلاث محاور بقيادة برشم ..!.

علي كل انسحبت قوة الجيش شرقا الي تندلتي وكشفت ودعشانا لتدخلها قوات التمرد التي عاست فيها فسادا وقامت بتصفية (ستة) من المواطنين هناك بصورة إنتفائية بينهم أشقاء أغتيلا دفاعا عن أعراضهم وممتلكاتهم وإمرأة أغتيلت دون حليها من الذهب وطفل ونهبت المليشيا سوقي ود عشانا والغبشة تماما كما نهبت ممتلكات المواطنين الخاصة ومساكنهم ، غير أن قوات الطيران تدخلت أخيرا وبعد غيبة طويلة بجانب المدفعية لتحسم المعركة وتطرد المليشيا خارج ود عشانا ، بينما فقد الجيش عدد من الأفراد بين قتيل وجريح وأسير بجانب بعض العدة والعتاد والمتحركات ..!.

ربما كانت هذه المليشيات في طريقها إلي الخرطوم كما تزعم، ولكن لماذا تقاعست الأجهزة الأمنية دون الحد من تحركاتها لتحط رحالها في هذه المنطقة المهملة وتعوس فيها فسادا وتنفذ هجومها بصورة ممنهجة علي ود عشانا والغبشة وماحولها من قري وتحتفل في أم روابة التي أصبحت بذاتها مرتعا ومعقلا لها ومكانا للعلاج وللطمأنينة وإلتقاط النفس والراحة والإستجمام ..!.
وبالطبع لا أدري لماذا هذا التلكؤ وبطء خطوات الجيش ويبدو كأنه ليس هنالك تتسيق بين الأجهزة النظامية في (شمال وجنوب) كردفان والنيل البيض والفرق والألوية المختلفة لا سيما الفرقة (الخامسة) الهجانة بالأبيض و(18) كوستي و(14) كادقلي واللواء (العاشر) أبو جبيهة ..!،
ونحن نتساءل أين ولاة هذه الولايات مما يدور فيها ..؟!.

ولكن لا أدري لماذا لم تحرك هذه الإستفزازات شعرة عند قيادات الفرقة (الخامسة) مشاة الهجانة أم ريش ساس الجيش وقيادة الولاية والتي ظلت تغض الطرف داخل حرمها في مدينة الأبيض ولم تتقدم خطوة لحسم تمدد قوات مليشيا الدعم السريع المتمردة المحلولة التي تقوم بتهجيرالمواطنين
قسريا وبإنتقائية من أحياء الصحوات والجهاد داخل مدينة الأبيض للأحياء الشرقية ..؟!.

علي أي حال فقد عاست قوات مليشيا الدعم السريع في الرهد وأم روابة فسادا وأصبحت تهدد الطريق القومي (الأبيض – كوستي) وتهدد الأبيض ذات نفسها ،ولذلك لابد من حسمها حالا ولو عبر قوة السلاح أو طاولة التفاوض وإلا ستصبح كردفان ودارفور مسرحا لمزيد من الإنتهاكات والتفلتات وقد تقود لحرب قبلية بصورة جهوية ..!.
الرادار .. الإثنين الثاني من إكتوبر 2023 .

Exit mobile version