أخر الأخبار

بروفيسور إبراهيم محمد آدم يكتب : أفريقيا وآفاق التحرر في ضو ء انقلابات غرب القارة(4-4)

إن ظاهرة الانقلابات العسكرية مرشحة للمزيد نتيجة للأوضاع غير المنطقية في العديد من دول القارة الأفريقية، ورغم الاحتجاجات التي يرسلها الإتحاد الافريقي بتجميد عضوية أي دولة تشهد انقلاباً حيث نجد حتى تاريخ انقلاب الغابون أن الإتحاد قد جمد عضوية ستة دول من دولة الـ 55 وهي ( السودان ، بوركينا فاسو، غينيا، مالي، النيجر والغابون)، فإن إجراء تعليق العضوية لن يكبح جماع الشعوب والقوات المسلحة في تلك الدول في التحرر من ربقة الإستعمار والهيمنة الغربية بعد الاستقلال والتي تغذيها أسباب موضوعية تطرحها مجموعات شبابية ساعدت التكنولوجيا في زيادة وعيها السياسي الذي جعلها غير مقتنعة بالتزوير والغش والخداع الذي يرتبط بتلك الإنتخابات المسماة ديمقراطية .
ان المجموعات الشبابية ترى تلك الانقلابات محاولة للتخلص من النفوذ الفرنسي بكل مظالمه وتعتبرها موجة ثانية من الاستقلال عبر التخلص من تلك الانظمة الهشة التي تلقي عليها فرنسا مسئولية التدهور في حياة الشعوب وان تلك الهيمنة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية قد بدأت تلقى منافسة بظهور دول جديدة مثل روسيا والهند والصين وتركيا للتعامل بندية وبلا رواسب استعمارية.
ورغم رفض فرنسا ومن خلفها بقية الدول الاوروبية إلا إن تلك الاحتجاجات لن تنجح في إعادة أي رئيس سابق إلى سدة الحكم بعد أن لفظته الجماهير التي أظهرت تأييدها الكبير لتك الانقلابات عقب أن أدركت زيف الديمقراطية التي أشرنا إليها، وقد مثلت كلمة حق أريد بها باطل ودائماً ما تأتي بإعادة إنتاج ذات أنظمة الأسر الحاكمة تزين لها العملية الانتخابية أحزاب صورية صغيرة قياداتها غارقة في العمالة للغرب حاملة في الغالب لجوازات دوله تعيش مغتربة الفكر والوجدان في دولها الأصلية وتتلقى توجيهات وارشادات مراكز غربية محددة وتتبنى برامجها المنبتة عن تراث وعادات وتقاليد وقيم القارة لذلك تراهم أول المغادرين على طائرات وسفن الإجلاء عند حدوث أي تغيير في أنظمة الحكم.
إن الأنظمة صنيعة الغرب تلك قد شاركت بصورة ممنهجة في نهب خيرات الشعوب وعملت بمباركة من الغرب الذي يرسل منظماته وممثليه بالآلاف بتمويل من منظمات مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها لتقدم شهادة زور بنجاح تلك الانتخابات وكأنها وصي على الدول الأفريقية وفي ذات الوقت لم نسمع أن دولة افريقية قد بعثت بمراقبين للإشراف على الإنتخابات في أمريكا أو دولة أوربية لأصدار صك براءة أو نزاهة للانتخابات وإذا سالت أي متخصص عن هذا الموضوع يحار جواباً، ببساطة لأننا ارتضينا الدونية في علاقاتنا بالغرب الذي يتخذ الديمقراطية آلية جديدة لفرض أنظمة موالية له في بعض الأمثلة حتى في الفترات الانتقالية التي يريدونها أحيانا ممتدة لدورة انتخابية كاملة دون أي تفويض شعبي لطمس القيم والتقاليد الوطنية عبر المجموعات المتشربة بقيم الغرب المنفذة لأجندته في سرقة خيرات الشعوب.
إن موجة الإنقلابات التي بدأت في غرب أفريقيا مرشحة للتزايد وبلوغ دول أفريقية أخرى طالما ظل القاسم المشترك بين أغلب الانظمة الأفريقية هو الخضوع للغرب والإذعان لمسألة نهب الموارد وعدم العدالة في التجارة العالمية وهيمنة عملة عالمية واحدة واستمرار الوصاية حتى على منظمات قامت أصلاً لتحقيق تطلعات الشعوب الافريقية ولكنها الآن تفعل فقط ما يطلبه الغرب وهي نتيجة مغايرة تماماً لطموح قادة التحرر الوطني الاوائل،ولأن الديمقراطية المزيفة المطبقة حالياً لم ولن تنتج إلا المزيد من التعاسة فإن التعاطف مع أي تغيير سيكون كبيراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى