أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (فولكر) … باي باي ..!

الخرطوم الحاكم نيوز

في اعتقادي أن فولكر بيرتس قد فشل في مهمته المعلنة الإنتقال بالسودان ديمقراطيا ، ولكنه نجح في تنفيذ الأجندة الخفية التي رسمها له الأعداء المتربصين بالوطن ويساندهم أبنائه الخونة العملاء لإثقال البلاد بالحروب علي غرار ماحدث في سوريا التي لازالت تكتوي من خبث هذا الفولكر، ولذلك أصبح الوطن علي حافة الإنهيار أمنيا وسياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ..!.

فقد أشتعلت البلاد حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع ذراعه المؤتمن الذي تمرد عليه بين يدي هذا الفولكر ومعه ودلباد وبلعيس والسفراء الثلاثة (السعودي والإماراتي والأمريكي) بمساعدة الخونة العملاء الإطاريين الذين هددونا بالحرب ذاتها ومن خلفهم سيدهم الغائب حميدتي وتلك قصة مسجلة في الأضابير ، إعترف بها فولكر ، إنها حكاية نرويها للأجيال القادمة وقد بدأت فصولها تتكشف منذ عهد حمدوك رئيس حكومة الثورة المسروقة ، فكانت نقطة البداية فأدخلت البلاد في حرب شاملة لا تبقى ولا تذر ..!.

في الواقع ظل فولكر ومنذ تعيينه رئيسا لبعثة الإنتقال (يونيتامس) في السودان مبعوثا للأمين العام للأمم المتحدة ، ظل محل رفض وشد وجذب بين المؤيدين والرافضين له ليست بعيدة عن الصورة الدراماتيكية لخطاب حمدوك رئيس مجلس وزراء حكومة الثورة المدسوس دون شركاء الإنتقال في الجانب العسكري ..!.

أخيرا رضخ الأمين العام للأمم المتحدة أنطوني غوتيرش لمطالب الحكومة السودانية تحت ضغط وهتافات مكونات الشعب (السودان دولة حرة فولكر يطلع بره ..!) ، الحمد لله ربنا ستر الرجل من مصير غردون باشا ..!، أخيرا تدخلت وساطات لتحويل الإقالة إلي إستقالة تحت مبررات منسوجة لقبول إستقالة الرجل ، ولكن ستظل أفعاله تكبل البلاد ، فقد خلط فولكر الأوراق ، جعل من بعض الشخصيات السياسية والنقابات والهيئات والمؤسسات الهلامية أجساما موازية موالية له ..!، تماما كما إستمال قانونيين ومنظمات
وصحف ووكالات وكتاب وصحفبين دون غيرهم فأغدق عليهم بالمال والدعم وكافة أنواع المعينات والتسهيلات في صورة طبق الأصل لسياسة الإستعمار البغيض (فرق تسد ..!) .

علي العموم رغم أن إستقالة فولكر جاءت متأخرة ولكنها بلاشك تعتبر إنتصارا للدبلوماسية السودانية التي تمسكت بموقفها ومهنيتها حيث إستطاعت تفويت الفرصة علي المتربصين بالسودان ، وتنفس جميعنا الصعداء إلا من أبى من الخونة العملاء أصحاب البكائيات
الذين باعوا الوطن بدراهم ودولارات معدودة ومن خلفهم أصحاب الأجندات وتقاطعات المصالح .

علي كل فإن الصورة الذهنية لشخصية فولكر المهزوزة (الضب الميت) كما سماه الشيخ محمد المصطفي تتجسد في كثير من الصور ، وليست بعيدة عن تلكم الليلة التي سبقت ساعة الصفر حيث كنا ضيوفا علي إفطار رمضاني للجنرال كباشي بنادي النيل العالمي بالخرطوم ، وفي حضور الرئيس البرهان وأعضاء مجلس السيادة والحكومة وقيادات من قحت المركزي والديمقراطي غاب عن الجمع حميدتي وشقيقه عبد الرحيم وكنا جميعا نترقب مخاطبة البرهان اللقاء مع إنتهاء (72) ساعة مهلة حددها الجيش لقوات الدعم السريع للإنسحاب من مطار مروي ومن بيننا فولكر ودبلوماسيين كثر وهو يراقبون الوضع عن كثب من ركن قصي ..!.

وكان من الواضح أن فولكر لم يكن مرتاحا عند إفطار الجنرال كباشي هذا وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة وهم الرجل بالمغادرة فجاء حيث كنا نقف بجوار صاحب الدعوة الذي شكره لتلبية الدعوة فقال فولكر: كنا دايرين نسمع مخاطبات ..!، فعاجله الجنرال كباشي وكان حاضر البديهة كعادته قائدا فذا لا يشق له غبار قائلا : دا إفطار إجتماعي يادكتور .. خليكم مع الإجتماعيات واتركوا الشعب بعيدا عن السياسة ..!، نزلت هذه العبارات كالصاعقة علي الرجل ، فتصبب فولكر عرقا وتجرع ريقه مرا علقما ، ليقول : أيوة الإجتماعيات مهم جدا ..!

علي أي حال فقد فشل فولكر هذا بعد أن أشعل البلاد نارا ، حربا ضروسا وانسحب بكامل منظماته الدولية في أسوأ إزدواجية معايير إنسانية دولية وهرب معه من هرب من الخونة والعملاء تاركين الشعب السوداني يعاني الويلات ويواجه مصيرا إنسانيا سيئا في صورة تكرار سوريا ، ولكن هيهات فقد فوت عليه الشعب السوداني الفرصة بالمروءة والتكافل ولن يسعنا إلا أن نقول لك باي باي فولكر .. الله لا عادك ولا عاد علينا أمثالك ..!.
الرادار.. الجمعة 15 سبتمبر 2023 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى