قدّمت قواتنا المُسلّحة درساً حربياً وأخلاقياً يُدرّس في الكليات الحربية العالمية ، تعامل الجيش مع التمرد بأخلاق تنعدم في أكبر جيوش العالم التي فعلت الأفاعيل في شعوبها وليس ببعيد حرب التيقراي التي قادها أبي أحمد ضد شعبه مُستخدماً كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمدفعية ؛ أقول ذلك وأنا شاهد عيان على إشتباكات حيّة بين الجيش والتمرد الذي قاد حرباً قذرةً تعامل معها الجيش بكل مهنية وإقتدار فبينما تمارس المليشيات سياسة الأرض المحروقة وتنهب وتقتل ظلّ الجيش مُحافظاً على عقيدته القتالية فلم يتعامل بردود الأفعال مثلما فعلت بعض جيوش العالم الكُبرى كما حدث في العراق وإثيوبيا في التيقراي ، ظلّ الجيش مثالاً للمهنية والإنضباط كل ذلك شاهدناها بأعيننا في مناطق النزاع فألقوات المسلّحة تستهدف التمرد بعمليات نوعية مُتفاديةً وقوع خسائر وسط المواطنين الأمر الذي أكسبها إحتراماً ودعماً كبيراً من أبناء وبنات الشعب .
لا يمكن المُقارنة ألبتة بين الجيش والمليشيات التي ظلّت تُهاجم بثقلها منذ بداية الحرب وما لبثت غير بعيد حيث قام الجيش بعملية إستنزاف ومع مرور الوقت قلّت الكثافة النيرانية وسُرعان ما تغيّرت الخُطط العسكرية من الدفاع للهجوم ، فأوجه الشبه معدومة بين مليشيات لا تعرف سوى الكذب والخداع والإغتصاب والقتل .
ما فعله الجيش في هذه الفترة يُعتبر إنجازاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى فألمليشيات تُمارس الحرب بالوكالة مدعومة من دول وجماعات وعملاء الداخل ومع ذلك تصدى الجيش السوداني العظيم للصدمة الأولى وما زال يُلاحقهم عبر قوات العمل الخاص .
إنهزم التمرد أمام الشعب والجيش فأصبحت تلاحقهم اللعنات والدعوات ، بعكس الجيش الذي نال الإحترام والدعم والحُب من عامة الشعب فما دخلت مجموعات الجيش إلاّ وتجمّع حولها المواطنين والأمُهات والأطفال والكنداكات يدعون لهم بالنصر والحفظ والثبات فهذا الحُب لم يأتي من فراغ وإنما من طُمأنينة عاشوها وشاهدوها وهي العقيدة القتالية والإحترافية التي لا تعرفها المليشيات .
سينتصر الجيش ويرفرف علم بلادنا عالية وتنهض الخرطوم والجنينة ونيالا والأُبيض قريباً جداً بمشيئة الله ويعود المطار الدولي مُستقبلاً العائدين لأحضان الوطن .