عبد الله محمد علي بلال يكتب : السيسي والبرهان تلاقي الأشقاء

 

 

 

 

لاشك أن مايربط بين شعبي وادي النيل ( السودان مصر) علاقات تاريخية متجزره في عمق النيل قبل رحلة موسي عليه السلام في التابوت وظلت تلك العلاقة ترسم لوحة زاهية تظهر عليها علامات الحضارة الانسانية القديمة التي أنشأتها الرحلات البشرية بين هنا وهناك وما ظهور الأهرامات في البلدين إلا دليل قاطع علي حرية الحركة بين الشعبين في ذلك الوقت وهذا يعني ان مصيرهما واحد ومشترك لا تحده حدود

لا احد يستطيع ان يفصل بين مصر والسودان (سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيا وثقافيًا وأمنيًا) فالسودان هو مصر ومصر هي السودان وعليه جاءت زيارة السيد الرئيس السوداني البرهان لمصر لملاقاة شقيقه سعادة الرئيس المصري السيسي وهو يمثل كبير العائلة ( السودومصريه) وتأتي أهمية الزيارة في ظرف استثنائي يعيشه السودان وتتقاسم مصر معه الأحزان والمعاناة وظلت الشقيقة مصر تتحمل العبء الاكبر لمعاناة ابناء السودان الذين خرجوا من ديارهم مكرهين مستضعفين فذهبوا إلي مصر وهبطوا فيها بأمر ارادة الله وقدره وهكذا صارت مصر المؤمنة بأهل الله كما يقول شيخنا البرعي عليه رحمة الله مهبط للمستضعفين منذ قدم التاريخ.

زيارة السيد البرهان لمصر لها دلالات هامة ربما يصبح لها التأثير المباشر علي الأوضاع السياسية والامنية في السودان فالرجل يريد ان يقول شكرًا لمصر قيادة وشعبًا فضلًا عن ذلك سيقدم تنويرًا شاملًا يحتمل كل التفاصيل عن الحرب في السودان ( أسبابها، ميقاتها ، داعميها بالداخل والخارج ، الدول التي ساهمت في إشعالها ،الوضع الاقتصادي الماثل ،الوضع الانساني ،خطه مابعد الحرب) جميع هذه التفاصيل ستكون حاضرة في لقاءات القادة المصريين والسودانيين والتي سوف تبني عليها مصر كيفية التعامل مع الملف السوداني في الفترة المقبلة وربما استفادة مصر من فترة غيابها او بعدها المقصود عن محيط الأحوال السودانيه في فترة حكم حمكدوك ومجموعته التي قصدت إبعاد مصر عن مايدور في السودان ويرجع ذلك بشواهد الأحوال لطمع الكفيل الخليجي في الانفراد بالسودان لوحده حتي لو ادي ذلك إلي ميلاد ميناء ابوعمامه ومقتل الجدود ( ميناء جده وبورتسودان و السويس) وأحدي ايجابيات الحرب اللعينة إعادة الأوضاع الي طبيعتها التاريخية ويلزم كل كائن حديث حدوده وعلي تلك الكائنات أن تعلم كثرة المال لاتعني الرشد وليس بالمال يكتب التاريخ.

فزيارة البرهان لمصر يجب ان تخرج إلي العلن بتوصيات هامه اهمها:-

١- تفعيل عمل اللجان السابقة بين البلدين وترفيعها لدرجة رئيس مجلسي الوزراء بالبلدين

٢- تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك التي حان وقتها بعد تنامي ظاهرة النزاعات في المنطقة المدعومة من تلك الدويلة

٣- عقد قمه ثلاثية طارئة تجمع ( مصر السعودية السودان) تضع في أولوياتها امن المنطقة والبحر الأحمر وتتفق علي كيفية تأمين شواطئها والاستثمار في الموانئ

٤- البدء فورًا في انشاء شركة تكامل زراعيه (مصرية سعودية سودانية)

يجب علي الإعلام المصري والسوداني الاهتمام بمخرجات تلك الزيارة التي لاتحتمل التكتم عدا في محورها الأمني لأن ذلك يفتح الباب أمام الشائعات والمغرضين الذين لايريدون خيرًا للبلدين بل يسعون دائمًا لتعكير الاجواء السياسية ولهم في ذلك باع طويل في خلق الفتن.

أخيرا شكرآ مصر يا اخت بلادي ياشقيقة شكراً للشعب المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى