أخر الأخبار

بينما يمضى الوقت – امل ابو القاسم – الأخوة و(الأخوة الأعداء).. مصر نموذج

مثلما ابرزت هذه الحرب وكشفت القناع عن أوجه كثيرة على كافة الصعد داخليا من لدن أهل السودان نفسه وخارجيا من دول كانت تدعى الأخوة أو طيب الصلات حتى إذا جاءت هذه الحرب سقط القناع ما يشي بان ما وراء الحجب كان مشوها. وان العلاقة ربما بنيت على مقتضيات برزت مع الحرب فضرب أهلها على كل آصرة عرض الحائط وكشروا عن انيابهم لنستدرك كم كانت ضحكاتهم صفراء.

اقول قولي هذا وفي ذهني وكثيرين دول بعينها قلبت للسودان وإنسانه ظهر المجن في محنته، وبعيدا عن السياسة، ومعترك الحرب وما لازمه منها أمنيا وعسكريا اكتفى بالاجتماعى منها وكيف قابلت هذه الدول مواطن السودان الذي دفعته الحرب للجؤ، ونزعت من قلبها كل رحمة ورأفة به وهي تصده عبر العديد من المتاريس الاجرائية في دخوله غير آبهة لمشاعره وما يختلجها، فجعلته كالمستجير من الرمضاء بالنار وجرحته في كبريائه رغم ادعائها الصداقة والأخوة قبل يوم الكريهة.

وبالمقابل هنالك من ترجم علاقته الطيبة بالسودان قولا وفعلا واظهر معنى الأخوة الحقة مترجما اياها في عدة أوجه سوى بالدعم العيني من خلال المساعدات الإنسانية التي تدفقت تترى خلال الأربعة أشهر الماضية أو فتح ابوابها على مصراعيها لتدفق اللاجئين السودانين، كما فتحت احضانها مرحبة ترحابا حارا.

ودعوني هنا اخص بالشكر الشقيقة معنى ومبنى مصر التي ومنذ الشرارة الأولى للحرب فتحت ابوابها دون شرط أو قيد قبيل ان تعود وتشدد على إجراءات الدخول لدواعى أمنية وليس تمنعا بل العكس.

تدفق اللاجئون إلى العزيزة مصر وكانت أول مقصدهم كونها الأقرب إلى وجدانهم وحدودهم، وكونها وجهتهم الأمثل حتى من قبل الحرب والشاهد ان عدد السودانيين هناك بالملايين (5 مليون قبل الحرب و300 بعدها)

لم تتضجر مصر أو تسيء المعاملة رغم التصرفات السالبة من بعض السودانيين هناك احتملتها بكل صبر ولم تبال كثيرا. التدفق إليها ما زال سيال حتى اللحظة والمعابر تشهد بآلاف المسافرين في انتظار التأشيرة أو كيفية الدخول فضلا عن آخرين بنتظرون الجوازات وغيرهم ما يعنى مزيد من التدفق.

قلت ان مصر لم تتصجر بل العكس تعمل بجدية وحب على استقبال اللاجئين قيد السفر وتسهيل وتسخير سبل الراحة لهم على أعلى مستوى رئاسة الجمهورية تجلى ذلك عندما قام المشير “عبد الفتاح السيسي” بابتعاث مستشاره أحمد جمال الدين لتفقد المناطق النائية والحدودية رفقة محافظ اسوان “أشرف عطية” مساء الخميس، حيث وقف على جهود الدولة في تقديم كافة الخدمات اللوجستية للقادمين إليها من السودان.

اي اخلاص وإنسانية وحب ذلكم الذي تغمرنا به الشقيقة مصر وبلا اي من أو اذى؟!. مصر ظلت بعيدة عن المسائل المقلقة للسودان في حربه ولم تحشر انفها في شأنها الخاص مما يلي الحرب، بل حتى المبادرة التي تقدمت بها كانت شافية ووافية وجدت قبولا وترحيبا عظيما من السودان وأهله والمحيط الإقليمي. مصر قصدها القاصى والداني بما فيهم من كانوا يقفون نحوها موقف مضاد، فقد استطاعت بافعالها ان تلقمهم حجر، وتخجلهم.

اعتقد وكما ان هذه الحرب عقب نهايتها التي باتت قاب قوسين أو ادني تمخضت عن دروس وعبر لا تحصى ولا تعد فعلى الدولة الاعتبار بها ومعالجتها جذريا وعلى رأسها تدفق الأجانب وفتح الحدود لهم بلا شرط أو قيد ما شكل لها عبء على كافة الصعد وضغط أمنى واقتصادى وسياسي والكثير الذي نفرد له مساحة لاحقا.

شكرا كثيرا الشقيقة البارة مصر، شكرا لكل من وقف مع السودان ماديا ولوجستيا وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، وتركيا، قطر، البحرين وغيرهم ممن فاتني ذكرهم ولا عزاء ل(لاخوة الاعداء) أو كما قال الزعيم عادل إمام في واحدة من مسرحياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى