
الخرطوم الحاكم نيوز
بلا شك إنها إعتداءات غير موفقة لقوات الحركة الشعبية (الحلو) علي حجر المك بمدينة كادقلي جنوب كردفان ، وبالطبع سيكون لها حساباتها وتمنها فقد سقط دونها عدد من المواطنين شهداء وعدد من الجرحي ، حيث جاء الإعتداء علي (حجر المك) متزامنا مع إحتفالات عيد الجيش (69) والتي خصصت له الفرقة (14) مشاة كادقلي برنامجا دسما حقق تلاحما قويا بين الجيش والشعب في معركة الكرامة ، بينما تعامل الجيش مع الإعتداء بإحترافية مكبدا المتمردين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد .
غير أن إعتداء قوات الحركة الشعبية (الحلو) وتسللها لأطراف كادقلي أمس الإثنين 14أغسطس 2023 كانت بذاتها محاولات فشلت فيها طوال (12) عاما ، ولكنها كشفت عن خطة وتنسيق بين قوات الحركة الشعبية وقوات الدعم السريع او (قوات المتمرد الحلو وقوات المتمرد حميدتي) أو ما يعرف ب(تحالف النقيضين) ضد الجيش، ربما تم ذلك بدعم وتمويل ورعاية خارجية إمتدادا للحرب المفروضة في الخرطوم والتي يقاتل فيها الجيش تمرد قوات الدعم السريع ذراعه المدلل المؤتمن الذي غدر به بمساندة عملاء الغدر والخيانة (قحت) ودعم من الخارج مواصلة لذات خطة إستهداف البلاد وإنتهاك حرماتها وفقا لتقاطعات المصالح والكيد والتربص بالسودان .
وليس بعيدا عن ذلك فقد كشفت تصريحات لقائد مرتديا زي قوات الدعم السريع حيث عرف نفسه بإنه قائد معسكر الدعم السريع في منطقة طيبة بالقرب من الدبيبات بجنوب كردفان تم تداولها بمواقع التواصل الإجتماعي كشف لدي مخاطبته مواطني منطقة (الفرشاية) بأن هنالك تنسيق وإتفاق تام بينهم وحركة الحلو ، مؤكدين أنهم أصدقاء وليسوا أعداء لبعضهم بعضا ..!.
ربما أدرك الجيش ذلك باكرا لينكمش قليلا تاركا بعض النقاط العسكرية (غير المهمة) حسب تقديراته في كل من (كلولو ، المشتركة ، أم شعران ، الحمرة ، التيس وغيرها) أمام تقدم قوات الحلو دون الدخول في مواجهات معها ولكنها مع الأسف فهمت خطأ فاغترت قوات الحلو وذهبت تكثف هجماتها وإعتداءاتها علي (الدلنج ودلامي والأزرق ورشاد وكادقلي وغيرها) في ظل مقاومة شرسة من قبل الجيش وبالطبع له حساباته الميدانية وخططه وفنياته أيضا ، رغم أنها تركت تساؤلات لدي المراقبين ..!.
لا أدرى هل خربت ذاكرة النقيضين أم تم فرمتطتها ، وإلا كيف وعلي أي أسس يصبح هذا التحالف الآن ممكنا بين قوات الحركة الشعبية (الحلو) بأدبياتها المعلومة وقوات الجنجويد التي خسرت معركة تروجي وغرب الدلنج في العام 2013 بأدبياتها المعلومة ايضا مما أغضبت وقتها قائد قوات التدخل السريع حميدتي ، حيث تم تسميتها بديلا لمسمي الجنجويد لتجنب التعقيدات الجنائية الدولية ، معركة فقد فيها حميدتي عدد كبير من ضباطه المقربين منه في مواجهات ميدانية شرسة قالها حميدتي متحسرا وغاضبا إن (طروجي) ستظل وصمة عار وبل ذكري عالقة في أذهان الدعم السريع ..!.
المراقب للمفاوضات بين الحركة والحكومة يلحظ فشل (15) جلسة تفاوضية دون مجرد الإتفاق علي محور الترتيبات الإنسانية بسبب الترتيبات الأمنية بسبب ذات أجندة الحركة وأدبياتها الوجودية ، حيث ظل يطالب كل طرف بتصفية قوات الآخر فإذا طالب حميدتي بعشرين عاما الترتيبات الأمنية فإن الحلو يطالب بخمسة وعشرين عاما وهكذا وفقا لذات الاجندة الوجودية لكل طرف ..!.
ولذات الأجندة وذات الأسباب تمردت قوات الدعم السريع علي الجيش بسبب الترتيبات الأمنية ذاتها والتي يراها الجيش يجب ألا تتجاوز العامين لدمج كافة القوات خارج القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى فيه ، بينما يريد حميدتي أن تصبح قواته أساس جيش السودان لدمج كافة القوات وهذا ما زينه له إبليس ليخلد له ملك السودان ..!.
علي كل بذلك خرقت قوات الحلو وقف إطلاق النار غير الموقع بين الطرفين (الجيش وقوات الحركة) منذ العام 2018 يمبادرات فردية ، إستغلت قوات الحلو إنشغال الجيش بمعركة الكرامة والتي إندلعت بالخرطوم بسبب تمرد قوات الدعم السريع ذراعه المؤتمن ، مما يعني ان هنالك تنسيق تم بينهما لتشتعل الحرب بالولايات ومن بينها جنوب كردفان التي نزحت إليها أسر كثيرة هربا من جحيم الجنجويد الذين إجتاحوا الخرطوم في تلكم المعركة التي تجمعوا لها من شتات دول غرب أفريقيا (عرب الشتات) كما سماهم الدبلوماسي المعتق الدرديري في مقاله القوي الرصين الثر بالمعلومات والمتعمق في أس المشكلة ..!.
غير أن إعتداءات قوات الحركة الشعبية (الحلو) علي كادقلي وغيرها جاءت وبالا علي تلكم الأسر التي فرت من جحيم وويل الجنجويد بالخرطوم وجاءت كادقلي لعلها تجد مقاما طيبا بين أهلهم ، ولكنها ايضا أغضبت بلا شك أبناء النوبة بالحركة وبالداخل والخارج أيضا معتبرين أن الحلو تجاوز قضيتهم الإستراتيجية لأهداف ذاتية ليست لهم فيها لا ناقة ولا جمل ..!، وبذلك تعاقبت البيانات وتعددت المطالبات بإقالة الحلو من رئاسة الحركة ، وبلاشك خسر الحلو أهله في غرب دارفور الذين غدرت بهم قوات حميدتي حليف اليوم ، كما فقد تعاطف أهل جنوب كردفان وأبناء مكونات النوبة خاصة ولكنها تظل بمثابة حسابات معقدة لتحالف النقيضين ..!.
الرادار .. الثلاثاء 15 أغسطس 2023 .