ابراهيم عربي يكتب : (الكردافة) … أكربوا قاشاتكم ..!

الخرطوم الحاكم نيوز
نقصد بالكردافة هنا مجتمع ولايات كردفان الثلاثة (شمالا ، جنوبا وغربا) حكاما ومحكومين وتشكل ثلاثتهم كردفان الكبري وتربط مجتمعاتها القبلية أواصر الثقافة والتاريخ والجغرافيا والتصاهر والتزاوج والتعايش المجتمعي ، فالواقع إذ لا يحس إنسانها بالغربة إن كان في الأبيض أبقبة فحل الديوم أو كادقلي الحجر أو الفولة الحميراء شبيهة الخرطوم ، فجميعها أرض الكردافة ، فإذا مرضت الأبيض ستمرض كادقلي والفولة والعكس صحيح .
في الواقع الوضع في السودان الآن في مرحلة حرجة ولا فرق بين من هم عسكريين ومن هم مدنيين، فالجميع مستنفرين في معركة الكرامة ضد حرب التمرد المفروضة علي البلاد من الخارج بمساعدة العملاء سياسيو الداخل ومن خلفهم إستخبارات إقليمية ودولية ، إنها حرب فتنة راحت ضحيتها قوات الدعم السريع كقوة نظامية تتبع للقوات المسلحة فأصبحت مطية لأطماع آل دقلو وحميدتي شخصيا وهدفا لتحقيق مصالح جماعات خارجية وداخلية وصفت نفسها بأنها ضد سودان 1956، إنها مكيدة غررت بنفر من أبناء الوطن وكردفان خاصة لأطماع ذاتية ومنافع دنيوية .
ولذلك أرى لا فرق بين العبارة (أكرب قاشك ، أو أكرب صلبك أو شمر ساعدك ..!) في ساعة الجد والحسم ، ولذلك نقولها لأهالي ولايات كردفان الثلاثة (شمالا وجنوبا وغربا) حكاما ومحكومين ، أيها (الكردافة أكربوا قاشاتكم وأقيفوا عدل ..!) ، فالأمر بلا شك جلل في ساعة تطلب التضافر والحسم والجدية ..!.
بالطبع فإن حال ولاة كردفان الثلاثة (عبد الخالق عبد اللطيف ، محمد ابراهيم عبد الكريم ، معتصم عبد السلام) وثلاثتهم ضباط إداريين مدنيين متميزين ، حالهم لا يفرق من حال الوالي العسكري فهم سيان في مركب في داخل بحر متلاطم الأمواج ، وبالتالي فإن إستهداف شمال كردفان وحاضرتها الأبيض إستهداف لتوأمتيها جنوب كردفان وحاضرتها كادقلي وغرب كردفان وحاضرتها الفولة ..!.
وليس بعيدا عن ذلك فقد كشف الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش ، أن قوات الدعم السريع المتمردة ظلت تجلب مرتزقة من دول الجوار الغربي لتغذية موقفها في حربها في السودان ، وقال إنها أدخلت الأسبوع الماضي (ستة) آلاف مقاتل الي الخرطوم تصدي لهم الجيش ، وهذا يؤكد أن أراضي وسهول وبوادي ولايات كردفان أصبحت معبرا أساسيا لتشوين التمرد بالزاد والعتاد والأفراد من خارج البلاد عبر الحدود وداخلها من ولايات كردفان ودارفور وبالعكس ، وبالطبع فإن هذا يمثل تحديا أمام الجميع لقفل هذه الثغرات وبالتالي أيها الكردافة أكربوا قاشكم ..!، وتظل تلك بذاتها تحديات كبري أمام القوات النظامية خاصة .
فمن المعلوم أن التمرد ظل يضع نصب عينيه علي شمال كردفان لاسيما حاضرتها الأبيض للسيطرة عليها وإعلانها عاصمة له لتصبح مركز سلطة لدولته المزعومة في كردفان ودارفور الكبري شبيهة بحالة حفتر في بنغازي في دولة ليبيا ..!.
وفي سبيل ذلك عين التمرد اللواء أبوشوك قائد قطاع الفاشر السابق (وهو خال المتمرد حميتي) ، تم تعيينه قائدا لعملياته العسكرية في كردفان ، وبالتالي أيها الولاة تصبح رهانات التمرد علي شمال كردفان والأبيض خاصة ، كبيرة جدا لتشوين قواته التي تفرقت بها السبل ولازالت تقاتل بشراسة في الخرطوم لتحقيق خطتها (أ) لأن تصبح الخرطوم بحري علصمته أو خطته البديلة (ب) لتصبح الأبيض عاصمته ..!.
وليس بعيدا عن ذلك فإن ولايات كردفان الثلاثة تعاني ظروفا معقدة أمنيا واجتماعيا كما بدت تفلتاتها واقعا في الأبيض والفولة وكادقلي والنهود وأبوزبد والدبيبات والدلنج وفي الرهد وأم روابة وغيرها ، ويجب حسمها باكرا حتي لا تكون شاغلا للقوات النظامية يستغلها التمرد في سبيل تحقيق هدفه لبسط سيطرته علي الأبيض ، ولذلك من الأهمية لابد من حسم هذه التفلتات الأمنية باكرا حتي لا يصعب حسمها قريبا .
في الواقع أن جزء كبير جدا من قوات الدعم السريع قد تحولت لعصابات نهب مسلح إجتاحت الأسواق ونهبت المؤسسات واحتلت منازل المواطنين وتحول آخرون منها لقطاع طرق يرتدون زي الدعم السريع ويستخدمون أدواته ومتحركاته ويحملون سلاحه ، ولذلك لابد من تتسيق بين الولاة ولجان أمن الولايات الثلاثة وثلاثتهم رؤساء لها ومطلوب بصورة خاصة تضافر وتتسيق الفرقة الخامسة الهجانة والفرقة (14) كادقلي واللواء العاشر أبو جبيهة واللواء (22) بابنوسة وماحولها من قوات مسلحة وشرطة وأمن بالولايات والتنسيق معا لحسم تلكم الظواهر السالبة .
وبناء عليه يجب إستنفار الإدارة الأهلية بالولايات الثلاثة بمحلياتها المختلفة في سبيل رتق هذا الفتق
الذي خلفه التمرد وإعادة من غرر بهم من أبناء الكردافة لجادة الطريق قبل فوات الأوان ، فالحرب في الخرطوم دخلت مرحلة الحسم وستعود بعواقب وخيمة علي ولايات كردفان في كل الحالات ، ويجب ألا تغفل الولايات الثلاثة إستنفار الجميع والإستفادة من المعاشيين بالقوات المسلحة من الجيش والشرطة والأمن والعدد الكبير من المجاهدين الذين تتميز بهم ولايات كردفان ، كإضافة حقيقية للقدرات العسكرية في سبيل توفير الأمن وتعزيز الإستقرار ..! .
بلاشك فإن الوالي هو رئيس لجنة الأمن في ولايته ومطلوب منه أن يرتفع بحسه الأمني ويزداد إيقاعه علي مستوي تحديات الولاية وتحتاج لحس أمني خاص وعالي وبعد سياسي رفيع وتنفيذي فاعل وبعد إجتماعي مقبول ..!، ولذلك يظل في تقديري الخاص أن معظم ولايات البلاد في حاجة لولاة عسكريين أو ضباط إداريين عسكريين ..!.
الرادار .. الأحد 13 أغسطس 2023 .

Exit mobile version