مامون علي فرح يكتب : طريق العودة

 

 

في زمن من الأزمان…..مجهول التاريخ كانت هناك كائنات غريبة تطارد ذلك الرجل في فضاء لاحدود له لم يكن هناك مهرب من الموت تحت غلظة تلك الكائنات الغريبة لكن غريزة الإنسان ودفاعه عن حياته جعلت ذلك الرجل يركض بحثا عن أي أمل للنجاة، كان يجتهد في أن يمعن النظر فيمن حوله لعله يجد ما ينفذه في أرض منبسطة وسراب بعيد يبدو كالنهر وتلك الأشياء الغريبة تقترب في تحفز وتستعد للانقضاض لالتهام فريستها.

كان يقاوم بعنف تلك الغيبوبة التي بدات تزاحم في رأسه بقوة وبعنف لم يعد يستطيع سوى أن يسقط ليرى مصيره البشع ويستسلم للاقدار…. وفجأة وبدون أي مقدمات توقفت تلك المخلوقات عن مطاردته بل ابتعدت في خوف غريب ومثير ولم يكن أمامه لي تفسير لما حدث لقد ترك جسده يسقط على الأرض في استسلام واضح لتلك الآلام الغريبة التي اجتاحت جسده المنهك.

وعندما سقط استغرق في نوم عميق استيقظ بعده على صوت صبية صغار يلعبون وقام بصعوبة بفتح عينيه ليجد نفسه ممدا في سريره ومنزله المألوف لديه… لم تكن تلك الأحداث سوى احلام مزعجة وكابوس كان دائماً يراه بصورة مختلفة للغاية وتكررت عليه المشاهد بقوة لأنه كان يعيش حياة مليئة بالتجارب المريرة.

 

كان يتخيل تلك الحروب والدمار الذي يحدث في أرجاء مدينته حتى استيقظ ذات يوم ليجد ما رآه في الحلم حقيقة أمام ناظريه، فمناظر الدمار والدماء في كل مكان ولم تعد مدينته المكتظة بالسكان سوى مباني مهجورة يسكنها الحزن ويعتصرها الألم والوحشة حيث هرب الجميع إلى مدن بعيدة ولجأ بعضهم إلى الجبال والوديان ينشد الأمن والأمان وطريق العودة إلى المدينة الصاخبة…

 

 

انتهى…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى