الدكتور محمد يوسف إبراهيم يكتب : قمة انجمينا والخيارات الصعبة

 

 

تستضيف العاصمة التشادية انجمينا الاجتماع الأول لوزراء خارجية دول الجوار السوداني بعد قمة القاهرة التي جمعت رؤساء تلك الدول في 13من يوليو الماضي لبحث تداعيات الأزمة السودانية التي لازالت حربها مشتعلة منذ منتصف أبريل الماضي.

مهمة هذا الاجتماع هو وضع خارطة طريق لحل الأزمة وذلك من خلال وضع مقترحات موضوعية وقابلة للتنفيذ لأن الاجتماع الوزاري مطلوب منه إيجاد الآلية المناسبة التي تمكن رؤساء زول الجوار السوداني من إيجاد حلول مرضية ونهائية للأزمة.

الاجتماع الوزاري المنعقد يستند عمليا على البيان الختامي لقمة القاهرة ومن المؤكد أن المقترحات الوزارية سوف لن تخرج من ذات السياق باعتبار أن البيان أشار إلى ضرورة الحفاظ على وحدة السودان واراضيه إضافة إلى احترام سيادته وعدم التدخل في شأنه الداخلي وعدم ترك مؤسساته للانهيار وهنا الكل يفهم ما هي المؤسسات المذكورة والتي ينبغي أن لا تنهار لأن انهيارها يعني انزلاق المنطقة كلها للهوية.

بالتأكيد الكثيرين ممن اولغت أياديهم في دماء الشعب السوداني لا يعرفون معنى ذلك وربما لا يعرفون القيمة الحقيقية لاستقرار السودان وشعبه

أن أمن وسلامة واستقرار السودان هو الضامن الأوحد لامن وسلامة الآخرين أينما كانوا لذلك فإن مسألة الأمن القومي للسودان لا تحتاج إلى تنظيرات أو مزايدات في أي منبر من المنابر والسودان يعرف ماذا يريد من كل هذه المنابر أو تلك المبادرات.

صحيح المبادرة المصرية تمضي بصورة جيدة حتى الآن وهاهي تنتقل إلى المرحلة العملية والتي يديرها وزراء الخارجية لدول الجوار السوداني والذين سيطرحون مقترحات جادة لحل الأزمة السودانية في العاصمة انجمينا كمحطة أولى بعد القاهرة.

كلنا ثقة في أن دول الجوار سيسلكون المسارات الصحيحة حيال طرحهم لمقترحات حل الأزمة وذلك باعتبار أن الأزمة نفسها داخلية بامتياز غير أن هنالك من يحركها سرا ويديرها ويوفر لها الغطاءات المختلفة من الأيادي الآثمة التي تصر على العبث بأمن واستقرار وقدرات البلاد.

وزراء خارجية دول الجوار مطالبون بالتماشي مع المزاج العام للشعب السوداني وان لا يسمحوا بتدخل اي عناصر أخرى من خارج المنطقة ولو على سبيل المشورة أو تقديم الدعم لأن تدوير الأموال الفاسدة أفسدت الكثيرين وباتوا دمي في أيادي الفسدة يتلاعبون بهم كيفما يريدون.

كذلك لابد لانجمينا أن تفهم نفسية السودانيين هذه الأيام وان تكون خيارات طرح الحلول نابعة من ذلك نعم صحيح الجميع مع إيقاف الحرب حالا وإعادة الأمن والأمان والاستقرار ولكن كيف يتم ذلك اعتقد هذا هو ما ينبغي أن تفكر فيه قمة انجمينا مع أخذ الاعتبار بما يجري على الأرض الان.

صعوبة كبيرة تواجه الجميع ولكن الإرادة والصدق والموضوعية يمكن أن تضعا معادلة مقبولة لتكون القاسم المشترك الذي يستوعب حلا مرضيا للسودانيين.

الاجتماع الوزاري المنعقد الان في انجمينا ينتظر منه طرح مقترحات جادة على نسق بيان قمة القاهرة حتى يسهل الأمر ويزال الغبش ويسهل كل الإجراءات اللازمة وصولا إلى حلول مرضية للشعب السوداني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى