الدكتور محمد يوسف إبراهيم يكتب : صراع الديوك والدببة لمن تكون الغلبة ياترى؟

 

 

تحولت القارة السمراء إلى ساحة عراك عنيف ما بين الديوك الفرنسية والدببة الروسية حيث أن الروس باتوا مصممين على وضع أقدامهم أرض افريقيا وفي وضح النهار مما جعلهم أمام مواجهة شبه مباشرة مع فرنسا صاحبة القدح المعلي في غرب وشمال افريقيا.

فرنسا الدولة المستعمرة الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بوجود بارز وواضح في كل مستعمراتها.

فرنسا غزت أفريقيا من خلال الاستعمار الثقافي الاستيطاني وعمدت على الحفاظ على مكانتها كمرجعية أساسية في إدارة الشأن السياسي لتلك الدول من خلال أجهزتها غير المرئية والتي تعمل على ضمان ولاء القادة الأفارقة والرؤساء.

فرنسا ولضمان بقاؤها في المنطقة قامت بتوحيد العملة لمستعمراتها من دول الفرانكونية بغرض السيطرة الاقتصادية فضلا عن وضع يدها على كافة موارد تلك الدول التي تدين لها بالولاء.

ظلت فرنسا لعقود من الزمان تمتص موارد القارة السمراء مع عدم إبداء اية اهتمام بشعوب القارة حيث لازالت تلك الشعوب ترزح تحت وطأة الفقر والظلم والتجهيل والتهميش وتشريد الشباب.

اليوم تكاد تكون باريس في محك صعب للغاية وذلك ببروز منافس آخر لها يسارع الخطى تجاه وضع أقدام له بين مستعمراتها وبالتأكيد ذلك هو الدب الروسي الكائن المخيف والمرعب الذي زلزل اقدام الكثيرين خاصة في حرب القرن ضد أوكرانيا وحلفائها.

الكثير من البلدان الأفريقية التي كانت توالي فرنسا باتت اليوم خارج دائرة السيطرة الكلية لها حيث سقطت كل من أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو وربما النيجر.

فرنسا طردت من كل تلك الدول شر طردة وورثتها روسيا التي تفننت في إسقاط باريس وببرود وهدوء غير مسبوقين لأن روسيا حتى الآن لم تظهر كقوة عسكرية مباشرة في مواجهة باريس غير أن فاقنر تقوم بالمطلوب.

فاقنر أصبحت البعبع الذي يخيف الجميع لأنها ترتدي قبعة الدب الروسي بوتن بوجه آخر وللحقيقة والتاريخ فإن كل الذي يجري ماهو الا الاعيب المخابرات التي تديرها روسيا لتوهم بها العالم فتارة تتنكر لفاقنر باعتبارها خارجة عن طوعها وتارة أخرى ترسلها لتنفيذ المخطط الاستراتيجي للروس في الكثير من بلدان العالم.

فرنسا الان غير قادرة على مقارعة الروس وغير مستعدة لكي تنال هزيمة عسكرية قد تكون قاسية وتمرغ انفها وسط جماهيرها الافتراضية لذلك آثرت الانسحاب المخجل.

مايحدث في النيجر الان هو بمثابة امتحان آخر للديوك وأيضا طردوا وخرجوا وذهبوا غير مأسوفا عليهم وللأسف بدأوا لعبتهم القذرة وذلك بتحريض وتأليب دول الايكواس للتدخل العسكري في النيجر وهذا مثار اهتمامنا في المقالات القادمة

على أية حال فإن القارة السمراء باتت مسرحا للمواجهة مابين الدببة الروسية والديوك الفرنسية في غابات وادغال السود فياتري لمن ستكون الغلبة فهل يتمكن الدب الروسي من التهام الديوك الفرنسية وجعلها لقمة مشبعة ام ان الديوك ستتمكن من غرس مناقيرها لتفقع أعين الدببة الروسية وتسقطها في تلك السهول والمستنقعات وتعطيها دروس مجانية في احترام الذات وعدم إساءة الأدب ؟

هذا ما ننتظره في مقبل الايام وأن ليالي القارة حبلى ستلد كل عجيب!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى