أخر الأخبار

نصر الدين مفرح يكتب : _لا للفرز الاجتماعي نعم للتعايش والتسامح_

أحبتي_ :

من أخطر إفرازات هذه الحرب الدائرة اليوم قضية الفرز الإجتماعي( العنصرية )
هذا الاصطفاف الذي بدأت تتشكل ملامحه في واقعنا ، وقد بدأ بخطاب الكراهية في الوسائط الإلكترونية ويتمدد همساً وعلناً في بعض الدوائر ، فالواجب مواجهته لأنه أخطر سلاح لتدمير بنية المجتمع السوداني المتعايش ، والمتسامح ، القابل للآخر .
فليس من خلقٍ إنساني أعظم من ثقافة السلام الاجتماعي ، فإن اامسلم الكامل ، الجامع لخصال الإسلام والقيم النبيلة من يسلم إخوانه من لسانه ويده كما قال صلى الله عليه وسلم : [[ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ]] _أخرجه الشيخان_ .
وسمى الله ما يجمع بين أفراد الأمة الإسلامية بمختلف ألوانهم وألسنتهم وعشائرهم وافخاذهم ( خشم البيوت ) سماهم إخوة قال تعالي : [[ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ ]] سورة الحجرات الآية ٩) .
والمسلم لابد أن يكون متخلقاً بقيم التعامل مع مجتمعه بصدق وأمانة ومتعايش مع أخيه بسلام ، فلا يؤذيه [[ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ]] _مسند الإمام أحمد_ وها هو القرآن الكريم يعلن للملأ عبر حقبه المختلفة من عصر النبوة الى يوم الدين إن الإنسانية واحدة منشأً وعيشاً ومصيراً لا فرق بينهم إلا بالتقوى وهو ميزان الله قال تعالى يوم نلقاه : [[ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ ]] سورة الحجرات الآية ١٣) ، وقيل لسيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه ما التقوى قال : ألا يظن أحد انه خير من أحد .
والرسول الله صلى الله عليه وسلم يعلنها للعالم منذ ما يقرب لأربعة عشر قرناً ونصف يوم أن خطب في عشرات الآلاف من الناس في حجة الوداع قال : [[ يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى . ألا هل بلغت ؟ قالوا: نعم . قال : فليبلغ الشاهد الغائب ]] _أخرجه الطبري_ ، فكان هذه أعظم مادة لدستور يؤسس للتعايش بين مجتمع مختلف في اديانه وقبائله ولغاته وثقافاته واجناسه .
فلنبتعد عن الاصطفاف القبلي والدعوة الى العنصرية البغيضة حفاظاً على مجتمعنا وتماسكه وتسامحه ، ولندعها فإنها منتنة لأن من إفرازاتها وأضرارها وعواقبها أنها :
_ تولد الحقد والبغض بين بين الناس_ .
_رفض ضحايا العنصرية في كثير من المجتمعات وتمييزهم سلباً في الأعمال._
_تفكك المجتمع وتنهي تماسكه_ .
_تولد النزاعات والحروب بين المجموعات_ .

فلنتماسك أمام عواصف الجهوية والعرقية والعنصرية القبلية ابتعاداً عن شبح الفرز الاجتماعي المفضي للحروب الأهلية

أوقفوا الحرب .
لا للحرب نعم للسلام .
لا لخطاب الكراهية .
لا للعنصرية القبلية

دينيون من أجل السلام والتماسك الاجتماعي .

نصرالدين _مفرح_ أحمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى