
رسالة إلى الأخ القائد عبد العزيز آدم الحلو و رفاقه فى قيادة الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان
بخصوص العمليات العسكرية فى ولاية جنوب كردفان
بعد التحية و الإحترام.
١- أدخلت حرب الخامس عشر من أبريل تعقيدًا جديدا و صادمًا للأزمة السودانية زاد من تعقيداتها الشائكة أصلًا، و التى تتطلب منا جميعًا تشارك الهم و المسؤلية و التفكير ، من أجل تجنيب بلادنا و شعبنا منزلقات الحرب الشاملة و الفوضى الخلاقة و التفتيت و الإنهيار.
و هذه مسؤولية تاريخية وضعتنا أقدار السودان أمامها و أمام التاريخ و لم نختارها لأنفسنا .
٢- معلوم أيضًا أن حرب الخرطوم هى فى جانب منها إحدى نتائج إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م الذى قطع به عبد الفتاح البرهان الطريق أمام ،مسيرة السلام و التحول المدني و الديموقراطية المستدامة و دولة المواطنة.
و لقد ظل موقفكم منذ إنطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة ، الملتزم بدعم الحراك السلمى المدنى و وقف إطلاق النار و السماح بحرية الحركة للمواطنين من و إلى مناطق سيطرة الحركة ، محل تقدير و إحترام كبيرين من المواطنين و المراقبين على حد سواء.
٣- لقد فرضت الحرب العبثية فى الخرطوم و إمتداداتها فى كردفان و دارفور ، على أكثر من ثلاثة مليون مواطن سودانى ، النجاة بأرواحهم من عبثية الحرب و ويلاتها إلى حيث يتوخون الأمن و الأمان داخل و خارج السودان كما تعلمون. و من بين هؤلاء من إتجه لولاية جنوب كردفان مسقط رؤوسهم ، و هم فى الغالب الأعم من ضحايا حرب الجبال الطويلة الذين أجبروا للنزوح خارج الإقليم، ليعيشوا فى أطراف المدن و مدن الصفيح.
٤- منذ الشهر الماضى تفاجأنا كغيرنا بعمليات التصعيد العسكرى ، التى حدثت ما بين الجيش الشعبى و الجيش السوداني فى مناطق عدة من ولاية جنوب كردفان شملت بعض المواقع و الحاميات الصغيرة و الكبيرة. فقد إمتدت هذه العمليات من المنطقة الشرقية للشمالية و حتى المنطقة الجنوبية بما فيها مدينتي الدلنج و كادقلى و الطريق الرابط بينهما.
و أيًا كانت المسوغات لهذه العمليات و مع إحترامنا لتقديراتكم الذاتية ، إلا أن ما ينبغى لنا قوله فى ما يحدث هو أن من يدفع الثمن هم المواطنون الأبرياء العزل من أهلنا البسطاء المغلوبين على أمرهم .. سواء المتواجدين في مناطقهم أو الذين لجأوا بسبب حرب الخرطوم طلبًا للأمان.
٥- معلوم أن أى تصعيد و فى هذه الظروف بالذات سوف يعطل النشاط الزراعى فى المنطقة و التى يعتمد أهلها على الزراعة و الرعى أولًا و أخيرًا.. و سوف تتأثر سلبًا حركة التجارة و النقل و التنقل و توفر المواد الضرورية، ناهيك عن الخدمات الأساسية على ضعفها و يتأثر عمل الوحدات الإدارية و مؤسسات التعليم والصحة إلخ إلخ. و هذا أمر لا يمكن إغفاله أو تجاهله.
٦- إذا كان الدافع وراء هذا التصعيد هو حماية المواطنين من إحتمالات سيناريو غرب دارفور في الجبال ، فإن ذلك لا يتحقق بإعادة المنطقة من جديد لمربع الحرب ، و إنما بإيجاد تفاهمات بين كل المعنيين بأمر الإستقرار فى الإقليم ، بمن فيهم الجيش الشعبى و القوات النظامية و قادة المجتمع. فالمتضرر الوحيد من الحرب هو الإقليم بكل مكوناته السكانية التى دفعت أربعة عقود من الحرب ثمنًا باهظا لسنا هنا فى معرض تبيانه.
٧- إن الحرب الدائرة الآن فى العاصمة الخرطوم و فى مراكز ولايات دارفور و كردفان ، تجعل من الأولوية التركيز على هدف وقف هذه الحرب و محاصرتها فى أضيق نطاق حتى لا ينفرط عقد البلاد ، و تكون على عتبة مصير مجهول يدفع ثمنه شعبنا فى كل مكان..
إن السودان حاليًا ليس بحاجة إلى مسرح حرب جديد و لا لتعقيد مضاف للأزمة الحالية..
عليه و من باب المسؤولية الوطنية و الأخلاقية نحو بلدنا و شعبنا ، نناشدكم بمراعاة إنعكاسات التصعيد العسكري الحالى على الإقليم و البلاد عمومًا.. نناشدكم وقف عمليات التصعيد، و نناشدكم التفكير المشترك مع الجميع لصيغة أقل كلفة ، نحمى بها شعبنا و وطننا..
مع إحترامي و تقديري
أخوكم صديق تاور كافى
الخرطوم.. ١٦ يوليو ٢٠٢٣م نخ