أخر الأخبار

مواساة لمن بقي في الخرطوم رغم الحروب..

سارة جمال عنقرة

لا تحزنوا على البقاءِ في الدورِ
وفوقكمُ المدافعُ والداناتُ والنارُ
لا تحزنوا إن لم تجدوا ملجأ
يأويكمُ وكلُّ الناسِ قد ساروا
لا تحزنوا إن أهليكُمُ رحلوا
حتى الأحبةُ ثم الصِّحبُ والجارُ
لا تحزنوا إن أُغلقت سبلٌ
فبابُ الله مفتوحٌ ما فيه أقفالُ
لا تحزنوا وأنتم هاهنا باقونَ
وسطَ البغاةِ والعدو غَدّارُ
فلا حرمة عندهم لطفلٍ ولا إمرأةٍ
فالبطشُ ديدنُهم والسفكُ والثارُ
وإن لم يكترث لأمنكمُ أحدٌ
لا تياسوا فإن لله أستارُ
وقروا عينا فإن لكم ربا
حليم رؤوف وهو جبارُ
لا تحزنوا إن غابت عنكُمُ شمسٌ
فإن لله ألطافٌ وأنوارُ
وظلامُ الليلِ مهما طالَ منكشفٌ
وسيأتي صبحٌ بالنصرِ يختالُ
والموتُ وربُ الكعبة واحدٌ
فلا مناص منه ولا فِرارُ
ففي الخُرطومِ أو في غيرها
يأتي سواءٌ وما للأجلِ إنذارُ
فإن جاءت المنية هاهنا
فعسى بالشهادة يكون إبشارُ
وليس كلُ من سافروا أمنوا
ولا كل من بقوا قد انهاروا
فإن الغربةَ عن الديارِ مُوحشةٌ
لها غصة في الحلق ومَرارُ
وعزاؤكم أنكم تحيَون في عزة
بعيشٍ كريمٍ ما فيه إذلالُ
فصبرٌ جميلٌ وتفاءلوا خيرا
ولا تحزنوا فإن للحزن آثارُ
واستمسِكوا بالقوي فهو حسبُكمُ
وهو الولي وذو العرش قهارُ
وأكثروا من دعاءِ الله واقنُتوا
فالدعاءُ سلاحٌ كالسيف بتارُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى