القضارف ..
كثير من أصحاب المواقع الدستورية، والمناصب والمهام الرفيعة في القضارف، قبعوا في مكاتبهم وغادروا دون ان يتركوا أثر، وقليل منهم من جعل من مهمة صغيرة، ومسؤولية ضئيلة، هالة من الإنجاز، ومساحة للإبداع، وقضاء حاجيات الناس، ولابد ان يطرق أذنيك مادمت في القضارف اسم الضابط الاداري “جي فور ضو البيت” للمواطن والزائر والضيف، والمسؤول والوزير والغفير، اسم لابد انك ستحتفظ معه بموقف ما، مهني، ذو ابعاد انسانية
جاءت فترة الحكم الحالية في القضارف بنمط “مهني” ولما كان الغطاء السياسي مفقودا، استوجب مهنيين بأفق سياسي، لذلك جاء “محمد عبد الرحمن محجوب” واليا مكلفا، وهو الاداري ذو العمق الاجتماعي، والمنحدر من مدارس السياسيين من الدراسة وحتي فترات الحكم المتعاقبة، ثم اختار عبد الرحمن زميله من ذات المدرسة الادارية التي يتخرج منها حملة الشهادات الاكاديمية في العلوم السياسية والاجتماعية “جي فور ضو البيت مكوي”، ليعاونه في ادارة مكتب الوالي، وهو في الحقيقة مكتب مصغر لمجلس وزراء الحكومة، تقضي فيه للناس حاجات
اتسمت طريقة “مكوي” في ادارة مهمته بشفافية مطلقة.. فهو مستمع جيد، لجميع فئات المجتمع، وذو طرح بصوت مسموع، فهو يناقش قضيتك امام الملأ، ويختار السبيل الاقصر، والطريق الاسرع لكي تتمكن من الوصول لغاية طلبك الذي تقدمت به للوالي والحكومة، لذا فان مكتب “جي فور” يحتشد بالعشرات منذ الصباح الباكر، وحتي المساء .. بفئات المجتمع .. من المسؤولين الحكوميين، او موظفي المنظمات، واصحاب المهن والالقاب المختلفة، وعامة الناس، وفي ذلك الزحام يقرأ مئات الاوراق، المتعلقة بالاداء والمهام الحكومية، ويتيح في الوقت نفسه وقتا مطولا للحديث التلقائي، والمباشر مع مرتادي مكتبه
يتمتع الضابط الاداري “مكوي” بروح دعابة، من خلفياته الثقافية كسوداني ممتد من اقصي الشمال الي أبيي والجنوب الحبيب، وأيضا بصرامة وانضباط خريجي مدارس الادارة، فهو علي رحابة صدره في الاستماع، لا يمنح الوعود الكاذبة والبراقة لطالبي الخدمة والحاجة، وانما يحيلهم لحقيقة الاشياء، لذلك فهو يكسب الناس بالود الصريح، ولا يخسرهم بالمماطلة والتسويف، فهو يمثل القرار الاخير لوالي الولاية في تنفيذ قراراته وتوجيهاته لمواطني الولاية ومن غير الممكن ان يعدهم بما لا يملك، او يمنحهم عطاء من لايستحق
ينهمك “جي فور” في مهامه دون ان يكترث لأي صراع قد ينتج في ولاية بها جيوش من العطالي وفاقدي المواهب، وملفقي التهم، من الدولة القديمة التي كان يستأثر بها قلة قليلة، ومن يقفون حائلا امام اصحاب المواهب والانجاز، لذلك فهو يملك شجاعة الظهور الاعلامي في كل المنابر من صحف واذاعات وقنوات، لا يرد اي دعوة للظهور والحديث المهني الاكاديمي في الندوات والمنابر في الولاية، فهو تارة متحدث في “خيمة الصحفيين”، بسرديات مهنية، ونائب عن الوالي في منبر رسمي وفعالية لنادي رياضي، وأخري بعطاء ثقافي اجتماعي في منابر ذات خلفيات فنية ابداعية مثل منتدي “الجبراكة الثقافي”، وغيرها من المهام التي جعلت جميع اهل الولاية يرددون “وأذكر في القضارف جي فور”