أخر الأخبار

ضربات مؤلمة على قطاع الطيران السوداني

على مدار أسبوع من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع ظل قطاع الطيران السوداني يتلقى ضربات مؤلمة لم يتوقعها أكثر منسوبي هذا القطاع تشاؤماً.

وقبل الحرب المُفاجئة بيوم واحد فإن مساحات الفرح الممزوج بالتفاؤل كانت العنوان البارز لأحداث يوم الجمعة الذي شهد إستئناف الخطوط الجوية السودانية رحلاتها إلى الأراضي السعودية.

وكانت الشركة العريقة تُخطط للإستفادة من موسم العُمرة والعيد لتتزود بجرعات معنوية ومادية وهي تتأهب لانطلاقة أكثر قوة، وحينما أشرقت شمس صباح يوم السبت تبددت الأحلام باندلاع الحرب التي أجبرت طائرة سودانير على البقاء في مطار جدة وبالتالي توقف رحلاتها وتلاشي فرحتها وخططها.

وقريباً من سودانير فإن شركة صن اير بدأت في تثبيت أقدامها في سوق النقل الجوي خلال الاشهر الأخيرة وسط توقعات ذهبت في إتجاه التأكيد على إنها ستمضي على ذات طريق الإجادة وهي تتأهب لتدشين محطة اسطنبول وإستئناف رحلاتها إلى دُبي، ولكن جاءات رياح الحرب على عكس ماتشتهي بإيقاف انطلاقتها وفقدانها لطائرة حديثة تضررت من المواجهات المسلحة.

وهو ذات المصير الذي واجهته شركة بدر التي وبخلاف تدشينها ثلاث محطات خارجية خلال الأشهر الماضية، فإنها مضت في طريق إضافة المزيد من الطائرات الحديثة إلى اسطولها الذي كان يرتكز على ستة طائرات من الجيل الجديد التي ارتفعت إلى سبعة خلال هذا الشهر، غير أن الحرب اربكت خطط طيران بدر ولم تتوقف على ذلك بل افقدته طائرتين تعرضتا لأضرار بمطار الخرطوم.

اما تاركو فإنها وصلت خلال شهر رمضان الي مستوى تشغيل عالٍ كان يُمثل لها حبل سري لإنعاش جسد خزانتها لمواجهة الأقساط الشهرية الدولارية للطائرات الحديثة التي استجلبتها العام الماضي وكانت في طريقها لتضيف طائرة جديدة في مايو القادم وأيضاً دفعت ثمن الحرب.

على صعيد المطارات فإن تكلفة الحرب كانت باهظة على مطار الخرطوم الذي تعرض لخسائر في بنيته التحتية وأوقف الاقتتال عدد من المشروعات التي بدأ العمل فيها منها تشييد سور جديد بطول عشرة كيلو مترات وتأهيل المدرج الذي كان من المفترض أن يبدأ العمل فيه الأول من مايو لمدة خمسون يوماً، علاوة على عدد من المشروعات الأخرى التي شرعت إدارة المطار في تحريك ملفاتها، وأيضا فإن المطار الذي يدر على الخزانة العامة 200 مليون دولار في العام ستنخفض عائداته لتوقفه.

وغير بعيدا عنه فإن مطار مروي الذي لم يتم الكشف عن حجم خسائره فقد كان مسرحاً للمواجهات المسلحة وهو الذي تم اعتماده قبل شهر بديلاً لمطار الخرطوم.

على مقربة منه فإن شركة مطارات السودان المحدودة بدأت هذا العمل في تنفيذ خُططها الرامية إلى تأهيل المطارات الولائية حيث بدأ العمل بمطارات الأبيض،دنقلا، الدمازين، زالنجي وغيرها، ولكن ارتدادات الحرب سيكون لها تأثير على أعمال التطوير.

اما على صعيد عبور الاجواء فإن قرار إغلاقها حتى نهاية هذا الشهر فإنه بخلاف إيقاف عبور مابين 150 إلى 200 طائرة يومياً فوق أجواء السودان فإنه يؤثر على دخل هذا المورد الذي يتراوح في العام بين 200 إلى 300 مليون دولار يتم استغلال جزء منه في تحديث أجهزة الملاحة والتدريب .

وعلي صعيد الإنسان وهو رأس المال الحقيقي لهذا القطاع فإن الحرب أسهمت في إختفاء عدد من الموظفين الذين فشلت أسرهم حتى الآن في الوصول إليهم، كما استشهد طالب طيران.

وحسابياً فإن خسائر قطاع الطيران السوداني من الحرب تُعد كبيرة ولايمكن تقديرها مادياً إلا وفقاَ لدراسة دقيقة، ورغم أنها ليست أهم من الأرواح التي فقدتها البلاد في هذه الحرب إلا أنها خسائر ستلقي بظلالها السالبة على قطاع كان يشهد نمواً مُتسارعاً خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

صديق رمضان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى