ان تراهن على مؤسسة سودانية سمراء صميمة تنسج المستقبل من خيوط الوعي والنور اسمها (تاركو) فذلك يعني مثلما عبر محمود درويش فى احدى كتاباته انك مصاب ب(امل لاشفاء منه) ومسنود بعشم لن ينتهي فى شركة مؤهلة لكتابة تاريخ جديد فى سجل الطيران الوطني..
لم اتعود فى كتابتي ان اراهن على باطل، فالحق فى شرعتي احق ان يتبع، والكتابة فى منهاجي امانة وشرف ، لذا فقد كنت واثقا ان عدالة السماء ستخرج مدير تاركو سعد بابكر من ظلمات السجن وبلاطه البارد الى فضاء النور ورحابة العدل الدافئة..
واني اعتذر ان ابطات بي المقادير عن تهنئة الرجل بالخروج الظافر من غياهب السجن الى احضان الناس التى وجدها مشرعة تحتويه بالدعاء والفرح والدموع ، فقد حالت ظروفي دون الانضمام لزفات استقباله الخرافي وانا فى قاهرة المعز استشفي وادير ظهري لمن باعوا الحقيقة فى (مزادات الضمائر) واختاروا ان يحفروا مرقد السوء ل(شركة تاركو) و(مديرها) ، ولن نفعل معهم سوى تذكيرهم بالمقولة الخالدة وبالدارجة السودانية الفصيحة (ياحافر حفرة السوء وسع مراقدك فيها) ،ولكنا كذلك نسال لهم السلامة والهداية..
خرج سعد محمولا على اعناق المحبين، وقد كان اطلاق سراحه استفتاء حقيقيا لمدى ما يحفظه له المجتمع من وفاء ويكن له الناس من محبة ، صدق شيخنا ود بدر حينما قال (والماعندو محبة ما عندو الحبة والعندو محبة ما خلا الحبة).
لم تنطلق سعادتي بخروج سعد من منصة العاطفة فليس بيننا صداقة او تواصل او صلة قربى رغم ان فى ذلك شرف ، ولكنى على قناعة ترسخت من حيثيات القضية ومنطوقات المداولة امام القانون ان (تاركو) تستحق ان نرتجيها املا يعد السودان بكل تطور وجديد ، وهذا هو العهد بيننا وبينها.
رغم ذلك فلن امنح (تاركو) صك تقدير على ( بياض)، لان استمرار احترامها رهين عندي بتقدمها وتطورها وخروجها من صندوق الاعتياد الى فضاءات التميز وعوالم الانجاز،.. سنظل ترصد ونراقب فان كبات وتنكبت الطريق قومناها بسيوفنا واقلامنا التى نصرتها حينما حاولوا كسر عظمها.
مصدر سعادتي باطلاق سراح سعد بابكر الذى مكث فى السجن سبعة اشهر دون محاكمة يتجاوز احتفائي الشخصي بكونه قمين بحسن ظني فيه الى اطمئناني الذى يتجدد فى كل يوم لعدالة القضاء الوطني ونزاهة سدنته ونحن نتطلع الى دولة العدل والقانون ، فقد ادار القضية – ومازال- بتدبر واعتدال وانحياز الى قداسة الحقيقة، ومازلنا نتعشم فى ان تمضي المداولات الى نهايات لاتظلم احد ( تغيظ من كفر وتعجب الذين يؤمنون بالقضاء والقدر).
امنيتي كذلك ان يمضي ما تحقق من تقدم فى مسار القضية الى ازالة (الغبش) وتبيان الحقيقة لكل من فى عينه رمد جعله ينظر الى هذه الشركة بعين المساويا، فقد بدا جليا بالنسبة لى ان( تاركو) كانت جزءا من تسوية قضائية دولارية سارت بها الركبان تم ابرامها منذ سنوات .
كثيرة هي الحيثيات التى تجعلنا نراهن على موقف (متهمي تاركو) دون التدخل فى مداولات القضاء الذى سنرتضي حكمه فى نهاية الامر غير اننا لن نترك شركة بهذا الحجم تضيع على السودان فى ظل غياب امثالها من المؤسسات التى تواجه واقعا مريرا من اجل البقاء على قيد الحياة ومع استمرار التدهور الاقتصادي والتحديات الكبيرة التى تواجه صناعة الطيران فى بلادنا المنكوبة..
مازلت اذكر الدولة باهمية حراسة اجسام البلد وشركاته المتطورة فى مجال حيوي وحساس ومهم مثل الطيران وان تستعجل بكل الياتها وسلطاتها فى حسم اي نزاع يهدد بتدمير المؤسسات الناجحة..
ان كان لى رجاء عند السيد سعد بابكر واركان سلمه فى مؤسسته الناجحة، فانني اتمنى ان تتجاوز (تاركو) محطة المحاكم وان لا تسمح لمن يريد ان يغرقها فى هموم القضايا ويشغلها عن مزيد من التحليق والانجازات، فقد ان الاوان ان تتحرر تاركو من (قبضة الغباىن) وتفوت الفرصة على من يريدون اعتقالها فى ردهات المحاكم، ان الاون لتجديد المسير نحو افاق النجاح الرحيبة والتصالح مع مستقبل تملاه الانجازات ، وتتعدد فيه المحطات، وتتنوع وتتطور الخدمات، مازلنا نحلم كسودانيين بطائر ميمون يحلق بنا فى عواصم العالم المختلفة .. ( تاركو) لها وستفعلها باذن الله ….