خاطب عضو مجلس السيادة الدكتور الهادي إدريس يحي، مساء أمس بفندق البسفور بإسطنبول، إحتفال الذكرى 106 لاستشهاد السلطان علي دينار، التي تنظمها الحكومة التركية، بالتعاون مع أسرة السلطان علي دينار. وذلك بحضور ممثل الحكومة التركية ومستشار الرئيس التركي البروفيسور يس أكتاي وحكام الأقاليم التركية، بجانب وزير الثقافة والإعلام الدكتور جراهام عبد القادر والسلطان أحمد حسين أيوب علي دينار وسفير السودان لدى تركيا وعدد من المنظمات التركية والإدارات الأهلية بولايات دارفور.
وأثنى الدكتور الهادي ادريس على حرص القيادة التركية، ومنذ الفترة العثمانية على تعزيز علاقتها مع السودان، المرتكزة على المبادئ والقيم وتحقيق الإنجازات الإيجابية لمصلحة المجتمع السوداني خاصة المجتمعات المحلية في إقليم دارفور. وأشار إلى جهودها لتقديم الخدمات الصحية والتعليمية، وتأهيل المواقع الأثرية وفي مقدمتها قصر السلطان علي دينار ومباني جزيرة سواكن، إضافة للمنح التعليمية للطلاب السودانيين في الجامعات التركية، والدعم الإنساني لمواجهة حالات الكوارث الطبيعية بجانب الجهود المستمرة لمنظمة تيكا التركية لدعم المجتمعات وغيرها من الخدمات التي اسهمت في ترقية البناء المجتمعي، فضلا عن الاستثمارات التركية التي شملت مجالات عديدة وفتحت الباب للشباب السودانيين للعمل وإكتساب الخبرات.
وأشار عضو مجلس السيادة الدكتور الهادي ادريس، إلى أن تخليد ذكرى إستشهاد السلطان علي دينار في إسطنبول، مقر الخلافة العثمانية، يعبر عن الرغبة التركية الأكيدة للتعاون المثمر مع السودان والمجتمعات المحلية في البلدين لدفع علاقات البناء الإيجابي واستدامة الخدمات لمصلحة الإنسان السوداني.
وقال الدكتور الهادي، إن السلطان علي دينار حكم مساحة واسعة من السودان، شملت معظم الأراضي بغرب السودان، وقد توارث الفور السلطة والسلطنة عن أجدادهم -كابرا عن كابر- مضيفاً أن السلطان علي دينار ظل خلال فترة حكمه التي امتدت من 1898 الى 1916، مثالاً للحاكم الراشد الذي يعزز قيم العدل ويناوئ الاستعمار البريطاني إلى أن استشهد في العام 1916، ويعتبر من القادة الشجعان النادرين، موضحاً أن السلطان علي دينار بني سلطنته على اساس من التصالح المجتمعي وربط الجماعات الإثنية من خلال التصاهر وقد تزوج من مجتمعات متعددة داخل سلطنته، مما أدى إلى انتشار وإتساع دائرة أسرته الممتدة التي تخطت المحيط الإجتماعي المحلي الي العالم الإسلامي
وابان د. الهادي ادريس، أن السلطان علي دينار سار على درب أجداده، بإعادة سنة إرسال المحمل الي الأراضي المقدسة، بجانب كسوة الكعبة الشريفة وتقديم المؤن لحجاج بيت الله لأكثر من 20عاما وإنشاء الرواق الدارفورية في الأزهر الشريف بمصر توسعة لدائرة التعليم.
وعبر سيادته عن شكره وتقديره للجمهورية التركية، حكومة وشعباً، وأضاف اننا نتطلع لمزيد من التعاون لمصلحة الشعبين، ولدعم المجالات الحيوية في السودان بما يعزز التنمية المستدامة شاكرا اللجنة المنظمة للإحتفال، والتى قامت بتكريمه.
من جهته قال ممثل الحكومة التركية مستشار الرئيس التركي البروفيسور يس أكتاي،إن تنظيم هذه الذكرى المئوية لاستشهاد السلطان علي دينار في تركيا ، هي رمز للعلاقات الأزلية مع السودان، متمنياُ لأهل السودان السلام والإستقرار.
وفي سياق متصل، قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور جراهام عبد القادر ، إن اللجنة العليا للإحتفال ساهمت في إعادة تأهيل متحف السلطان علي دينار ،مشيراً للجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة التركية خاصة مؤسسة تيكا والتى عملت في سلسلة من المجالات داخل السودان، أبرزها مواقع تأهيل الآثار كالقباب في الخرطوم والمساجد في سواكن وبعض المباني منذ العهد التركي وإعادة الترتيب لتقديم خدمات ومساعدات للمجتمع المحلي خاصة في ولايات دارفور، وأشار للاتجاه لإعادة النظر في العديد من الإتفاقيات وعقد لقاءات خاصة مع وزارة الثقافة والسياحة في تركيا لتبادل الخبرات بين البلدين
الى ذلك،اوضح السلطان أحمد حسين أيوب علي دينار، أن السلطان علي دينار عرف بالحكمة وحسن الإدارة، وأسهم في نهضة السلطنة إجتماعياً وثقافياً ودينياً وإقتصادياً ، فأنشأ الخلاوي وكفل الطلاب والشيوخ والعلماء، خدمة للعلم والتعليم، مبيناً أن سيرة السلطان علي دينار ظلت ناصعة ومشهورة ومشهودة تتناقلها صحائف التاريخ وتتوارثها الأجيال.
وعند تفقده المعرض المصاحب للاحتفال، قال عضو مجلس السيادة، إن السودان يتمتع بإرث ثقافي يجب المحافظة عليه فهو رمز السودانيين أينما كانوا.
وفي ختام الاحتفال، منحت الجامعة العالمية البلجيكية ، السلطان أحمد حسين أيوب على دينار الدكتوراة الفخرية.
يذكر أن عضو مجلس السيادة الدكتور الهادي إدريس، سيلتقي على هامش زيارته لتركيا، عدداً من المسؤولين الاتراك بالعاصمة بأنقرة