قيل ان ولدا اشتري بنطالا جاهزا من السوق فوجد هذا البنطال اطول منه باربعة سم
وجاء الي امه وطلب منها ان تقصره له اربعة سم وكانت الام مشغولة فقالت له اذهب الي اختك الكبيرة واطلب منها ان تقصره لك وذهب لها وطلب منها ان تقصر له البنطال باربعة سم ولكنها اعتذرت. لانها تجهز العشاء
ذهب الي. محل الخياطة فقصره واستلف من زميله اجرة الخياط وعاد الي المنزل. ووضعه في خزانته ونام كي يلبسه للعيد
الام حن قلبها وذهبت الي غرفة الابن واخرجت البنطال وقصرته اربعة سم واعادته الي مكانه
الاخت الكبيرة بعد ان اكملت تجهيز العشاء رق قلبها وذهبت الي غرفة. اخيها وقصرت البنطال اربعة سم ثم اعادته
في الصباح استيقظ الولد مبتهج ببنطاله الجديد ويريد ان يلبسه. ليريه اصدقائه في العيد
واذا به يتفاجأ ان بنطاله للركبة ولم يستطع ان يلبسه وحزن حزنا شديدا
العبرة
اذا كان فريق العمل يعمل بدون تنسيق مسبق. يفشل فشلا. ذريعا رغم المجهود الكبير والتضحيات الكرام وان كانت النوايا طيبة ووجود الامكانيات والموارد
الدليل ان السودان الدولة العظيمة ذات الموارد الكبيرة والموقع المميز. والتاريخ الباذخ والحضارة الراسخة في القدم نتيجة لعدم الاتفاق والتنسيق تتراجع عاما بعد عام منذ الاستقلال لم تتفق حتي علي دستور دائم بل كيف تدار الدولة
دولة في حجم السودان تسير بدون حكومة لاكثر من ثمانية شهور والقوة السياسية والمجتمعية تتصارع فيما بينها دون ان تصل الي اتفاق علي الحد الادني لتسيير دولاب الدولة في فترة الحكم الانتقالية
بل كل يغني علي ليلاه وكل يدعي ان السودان هو مالكه لوحده وليس هنالك شخص اخر له الحق فيه وليست لديهم رغبة للجلوس لبعضهم والاتفاق والتنسيق في ادارة امر البلد
يعني محتاجين الي تنسيق في ادارة شئون هذه البلد التي هي ملك لكل اهل السودان
ايها السودانيون جاء الوقت وخاصة الساسة ان نعمل في شكل فريق منسجم ويعمل ذلك الفريق علي تطوير وبناء وتنمية هذا الوطن
العالم الان يموج ويغرق في ازمات كبيرة وخاصة ازمة الغذاء ونحن دولة لديها إمكانيات ان تكون سلة غذاء العالم بل هنالك ازمة المناخ التي تضرب العالم ونحن اكثر دولة يمكن ان تستفيد من ذلك وفي كل الحالات (ورب ضارة نافعة) لاننا دولة متنوعة الموارد. ينقصها الاتفاق علي ادارتها والعمل بروح الفريق الواحد نحتاج لحب هذا الوطن وابعاد الأجانب من حياتنا
هنالك دول اغلقت نفسها واعتمدت علي ذاتها لفترة قصيرة. صارت في مقدمة العالم
يا اهل السودان اتحدوا ولنخرج من امراض التخلف هذه من (عنصرية وكراهية ونقاء عرقي وادعاء تهميش وحتي نقاء فكري ) كلها امراض فقر
انها صرخة وصيحة ونداء الي الجميع.
