الخرطوم الحاكم نيوز
قال مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أول أمن، أحمد إبراهيم مفضل، إن المخابرات السودانية من أوائل الأجهزة في المنطقة التي تنبّهت لخطورة الجوانب الفكرية في خلق القناعات التي تفضي لتبني الإرهاب والتطرف العنيف.
وأشار مفضّل في حديث خاص لـ “إذاعة بلادي” الإثنين، إلى أن تجربة السودان في اعتماد استراتيجية التحصين الفكري لمحاربة التطرف وسط الشباب، بدأت منذ العام 2008. وأضاف “باستراتيجيتنا الوقائية المبتكرة، نجحت المخابرات السودانية في إعادة الكثير من الشباب إلى جادة الطريق، وقلّلنا بصورة كبيرة جداً من خطر الإرهاب على المجتمعات”.
تجربة مبتكرة وناجحة
وفي أغسطس من العام 2016، أطلقت الحكومة السودانية “إعلان الخرطوم”، بالتزامن مع ورشة نظمتها عن “الخطاب الديني ودوره في التصدي لظاهرة الإرهاب” بمشاركة جامعة الدول العربية والأجهزة والمنظمات الدولية ذات الصلة.
وفي السنة نفسها، أخضع مركز التحصين الفكري لمحاربة التطرف وسط الشباب، أكثر من 100 شاب وشابة سبق أن تحفّظت عليهم السلطات السودانية في عمليات إرهاب بمسارح مختلفة، خضعوا لمراجعات فكرية مكثفة استمرت لـ (18) شهراً، أسفرت عن تخليهم عن الأفكار المتطرفة وعودتهم إلى الحياة السوية، فيما أحيلت بعض الحالات إلى تلقي العلاج النفسي.
ولنجاعة الفكرة، دعت الجامعة العربية وقتها الدول الأعضاء، لـ “الاسترشاد بتجربة السودان في جهودها لمكافحة الإرهاب وانتهاج أسلوب المعالجات الفكرية والحوار بالحسنى”.
وفي سبتمبر 2016 ـ انطلقت في الخرطوم، مشاورات لوضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب العنيف، باشراف الأمم المتحدة، اعترافاً بأن السودان “اتخذ العديد من الخطوات العملية والفعّالة في مكافحة التطرف من خلال أساليب فكرية وحوارية وليست أمنية فقط”.
السودان ومكافحة الإرهاب
والإثنين، قال رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لورشة “دور التحصين والمعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب” التي نظمها جهاز المخابرات العامة السودانية، بالتنسيق مع لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية “السيسا”، بفندق كورينثيا بالخرطوم، قال إن موقف الخرطوم ثابت وقاطع في إدانة أشكال التطرف والتطرف العنيف والإرهاب والأنشطة الإجرامية كافة التي تمارسها التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.
وجدد البرهان التزام السودان بمواجهة أشكال الإرهاب والتصدي له بالوسائل الممكنة والمتاحة، خاصة من خلال منهج الحوار الفكري، ودعم وتطوير تجربة المعالجة الفكرية التي ابتدرها السودان ويعمل بها، بجانب العمل الإيجابي وسط المجموعات التي تستهدفها الجماعات الإرهابية بغرض تحييدها.
وقاية الإنسانية من التطرف
يقول الفريق أول أمن، أحمد إبراهيم مفضل، “لأن الارهاب أصبح مهدداً محلياً وإقليماً وقارياً، وتبذل الدول جهدها لمكافحته بالوسائل كافة، مثل تبادل المعلومات والعمليات المشتركة، أعد جهاز المخابرات السوداني استراتيجيته المبتكرة وشارك بتجربته الفريدة العالم، باعتباره أحد الفاعلين في المنظومة الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف”.
ويشير مفضّل إلى ورشة “المعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب” التي تنعقد هذه الأيام بالخرطوم، ويضيف: “دعا جهاز المخابرات العامة السودانية نظرائه في منظمة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية (CISSA) وإقليم شرق أفريقيا، بجانب بعض الدول المتأثرة بالظاهرة في القارة الأفريقية، دعاها للمشاركة في الورشة والوقوف على تجربة السودان، فيما حضرت بصفة المراقب، السعودية وتركيا وقطر والإمارات وفرنسا، وممثلين للأجهزة المعنية المقيمة في الخرطوم”.
واستهلت الورشة يومها الأول بورقة عن “استراتيجية العناصر الإرهابية في القارة الأفريقية”.
وتضم منظمة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية (CISSA)، 54 دولة، وتأسست فى أغسطس 2004 فى أبوجا بنيجيريا. وسبق للخرطوم أن نظمت أكثر من قمة للمنظمة بصفها أحد الأعضاء الفاعلين فيها.
وتهدف المنظمة، إلى مساعدة الاتحاد الأفريقى وجميع مؤسساته فى التصدى بفاعلية للتحديات الأمنية المستعصية التى تواجه أفريقيا، وينظر إليها كآلية للحوار والدراسة والتحليل والتشاور لاعتماد استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية المشترة بين أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية وتزويد القادة بما يتعلق بمسائل الأمن والمخابرات لترسيخ السلم والأمن والاستقرار في القارة.