لم يمر بالبلاد فترة عصيبة كما نمر به الآن جملة من المهددات الداخلية وضعف الإرادة الوطنية لمواجهات التحديات الماثله والفاعل الرئيسي فيه تلك القوي السياسية ذات الأفكار التغريبية الخاضعه لإرادة الخارج
والتي تؤسس أفكارها وبرامجها على تجارب ونظريات ايدلوجية مستورده نشأت في بيئات سياسية لاتتوائم ولاتتجانس مع بيئتنا السودانية المحافظة ولاتتسق مع الدين والقيم
نعيش الآن حالة من الغموض في المطبخ السياسي الذي يجري وحالات من الأنقسام والتشظي لكافة الأحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية ويتسيد المشهد الوطني روح التشفي والانتقام وتصفية الحسابات
فالصراع هو صراع النخب من أجل إقتسام السلطة وإغتنام أكبر قدر من المناصب والمواقع
هذه الكيانات والأحزاب لايملكون أرضية صلبه يستندون عليه من العضويه والهياكل المنتظمه والبرامج الوطنية ولايحتكمون إلى دساتير أو لوائح أو مناهج اونظام اساسي وليس لهم خطط ولامراشد اووسائل وآليات للإستهداء
وليس هناك إرتباط عضوي وتواصل منشطي بينهم واحزابهم بالولايات فقامو كالنبت الشيطاني
وبفقدان هذه الكيانات والاحزاب للرباط الهيكلي والمنشطي والبرامجي تفتقد للشرعية وللإستمرار والديمومه فتصبح كيانات صفويه مركزية ذات أجندة ذاتيه
هذه الكيانات السياسية الوافده وبعض القوى التقليدية غير واضحه في الرؤية والغايات ولديها ضعف في قدراتها التنظيمية وغياب للشورى وتعمل دون تفويض من خلال مؤتمراتها العامه التي لم تنعقد لعشرات السنين وليس للأجيال الصاعده تمثيل في هياكلها وغياب للعمل المؤسسي والجماعي
لكل تلك السلبيات أصبحت الكيانات تفقد لوجودها وتغيب مسمياتها رويدا رويدا بعد نمو الوعي الجماهيري المتقدم على أغراضهم الذاتيه
وقد نشأت هذه الأفكار في بيئات زمانيه ومكانيه لدواعيها الذاتية هذه النظريات الوضعية نشأت لمحاربة وهدم القيم والموروثات تحت رعاية الصهيونية العالميه وبإشراف وتخطيط مراكز ومنظمات ودول وعملاء في الداخل لتنفيذ إستراتيجية الهدم وإعادة البناء على أساس التبعيه والطاعه والتغريب
الآن المطبخ السياسي السوداني على غير مايرجوه السودانيين من غموض واحتقان وصراع للسلطه ومحاصصات وإثبات الذات وبروز الأنا (والشعب يرقص ولايعرف من المغني)
إستغلال وتبني للشارع والكل يخرج ولايعرف ماذا يريد ومالهدف
مسودات منتشره تدعي أنها مبادرات وطنية تقحم أضابير القصر ولا يجد من يقرأها لجان شبابية تتشكل دون قيادة وفاقدة للمبتغي ولاتعترف بلغة الحوار الوطني وتراهن على الخراب والدمار عنوانا للإصلاح والتغيير المرأة تقف عاجزة وترهن وجودها لكيانات عميله من صنع المخابرات (لا لقهر النساء) (حرية المرأة) (سيداو)
الطلاب فقدو مستقبلهم بقفل الجامعات والمدارس وصغرت أحلامهم وتركو الدراسة وملئ الشارع بالفاقد التربوي وتكلست الحياة اليوميه وفقد المواطن أمنه وأمانه لايعرف كبف يحرس بيته ام يلهث وراء سد رمق أطفاله الحياة جحيم لايطاق أصبح رب الاسره يخشى الذئاب البشريه على أسرته وضاق بالشعب كافة سبل العيش الكريم ومن له القدرة خرج من وطنه يلعن قفاه ليعيش في أرض الغرباء يعتقد أنها أكثر حنانا وانصافا انتشرت الجريمة وكافة أنواع المخدرات لتغييب العقل التفكيري للشباب وأصبحت المخدرات تجارة رابحه لفاقدي الضمير
تنامي مضطرد لأطفال الشوارع وفاقدي السند وأغلب أطفال السفاح والأرواح البريئة طعام للكلاب
الكل يدعي تمثيل الشعب ويتوهم أن كل الشارع ملك له ويغرس كراهية الوطن في كل طفل ليخرج ويحرق لستكا ويقفل طريقا ويهدم إناره ويزرع فيه سلوكا سالبا تجاه الآخرين ليخرج عدوانيا
كل مايجري من حوارات في المطبخ السياسي وراءه أراده خارجية ليس للوطن موطأ قدم حفظ الله البلاد