ألف ومائة وستون ضابطا تم فصلهم بليل حالك السواد لا ضوء فيه إلا لمعان عيون ذئاب بشرية ، شارك في هذا الفصل سياسيون وآخرون ، لم يحدث في تاريخ الشرطة الناصع البياض مثل هذا من قبل ، الشرطة التي كانت في فترة حمدوك فيها بقع سوداء كثيرة وأكبر بقعة هؤلاء الذين انتصروا وبالقانون ، المعروف والطبيعي جدا أن كل فترة يتم اعفاءات وترقيات ونقل لعدد من الضباط وهذا إجراء إداري معروف في هذه المؤسسة يرضي الجميع لأنه يبني علي ترتيب إداري سليم ومتبع لكن ما تم لهؤلاء يعتبر مجزرة عظيمة فيه فعل يأجوج ومأجوج وسيف الحجاج بن يوسف والحصيلة هي بالدارجي الفصيح (شغل وسخان ) !
الضباط الذين رجعوا فيهم رتب عليا وفيهم رتب صغري ومتوسطة ، ما يحيرني وحير هؤلاء الضباط بل حتي القاضي الذي بت حكما في استئناف مائة تسع وتسعون منهم إحتار في كيفية الفصل ومن فصل هؤلاء؟ ، موضوع يثير الدهشة بل يثير الغرابة ، أيحدث ذلك في ظل دولة ؟ ايحدث ذلك في ظل حكومة أتت بشعار الحرية والسلام والعدالة ؟، أيعقل هذا ؟ ،هؤلاء ضحية لعهد فاشل وكل يوم يمر علينا يظهر فشلا جديدا ، ضباط صرفت عليهم الدولة عملات صعبة من أجل تدريبهم علي العمل الشرطي لهم خبرات متراكمة في العمل البحثي والجنائي والأكاديمي فيهم عدد كبير يحملون درجة الدكتوراه فيهم من تقلد مديرا لشرطة ولاية كاملة وفيهم من تم نصف مدته متنقلا بين الولايات أزيحوا بظلم ظهرت ملامحه النتنة عندما أصدر القاضي قراره ، أنا اتأسف جدا أن يكون هذا هو حال حكم الذين ذهبوا واتاسف انني عاصرت جزءا من عمري هؤلاء الظلمة
الآن عادوا بقرار قانوني تمت فيه جلسات وجلسات وتمت فيه صولات وجولات من محاميين ضالعين في الشأن القانوني ، السؤال الذي يطرح نفسه ماذا انت فاعل بهؤلاء يا مدير عام الشرطة ؟ هذا الأمر أصبح واقعا أمامك إن لم يتم استئناف الحكم وأظنه لا يتم لأنه وإن تم ذلك سوف يكون القرار السابق هو القرار لأن من يستانفون (سوف ينفخون في قربة مقدودة ) !! ، فيا مدير الشرطة اتبع عفا الله عما سلف وهم بلاشك يمكن لهم أن ينسوا مرارة الماضي ويعودون كما كانوا برغم أنني اعرف عددا منها لايرغبون في المواصلة لكن ساروا في هذا الطريق من أجل رد الشرف و الإنتصار علي ظلم لحق بهم بسبب الخطل والفشل السياسي الأعور العينين والأصم الأذنين و الأبكم الذي لا ينطق إلا خبالا
وزير الداخلية المكلف ومدير الشرطة السيد الفريق عنان رجل قد سبقته سيرته أعرفه جيدا وربما لا يعرفني إلا من خلال نبضي الكتابي الذي لم أكتب إلا إيجابا في هذه المؤسسة الأمنية الراسخة لأن إيجابيات هذه المؤسسة ظاهرة والهنات فيها طفيفة لاتقدح في الإشراقات ، سيرته تقول أنه رجل( حقاني) وإدارته أثبتت ذلك ، فاعط كل ذي حق حقه ولا تأخذك في حق أي منسوب إليك لومة لائم ، إن استوعبت هؤلاء بصدر رحب نفعوا مؤسستهم التي كانوا فيها ونفعوك نجاحا ، ولا أريد أن أقول الثانية لأنها لاتشتهبك ولا تشبه صفتك ، فانصر المظلوم تجد الثواب من عند الله ، ومن ظلم فسوف يرتد ظلمه وأعوذ بالله من الظالمين .