بسم الله الرحمن الرحيم
قلنا في مقالاتنا الحزب الشيوعي في مرمي القانون (١)و(٢)و(٣) و(٤)
ان الحزب الشيوعي حزب قديم قليل التجديد وقليلة العضوية واغلب عضويته مثقفة وبطريقة ادق. نقول متعلمة وقلنا ان لديه صدارة في الاحزاب الشيوعية في محيطنا الاقليمي وفي الفضاء العالمي وقلنا انه كان في المركز الثاني بعد الايطالي وقلنا انه اقرب الي التنظيم العسكري وهو يجيد المعارضة وليس له حظ في الحكم لانه يملك شعارات اغلبها تتعارض مع رغبة اغلبية الشعب وخاصة العلمانية وفصل الدين عن الدولة والتغيير الثوري خارج صندوق الانتخابات وقلنا حزب لا ينجح في العمل السياسي المشترك والتشاركي وهو حزب اقصائي كل تجاربه في التحالفات فاشلة من الجبهة المعادية للاستعمار حتي ابريل ٢٠١٩م وقلنا انه يجيد تغويص اعضائه عبر التنظيمات الاخري وخاصة الاحزاب الطائفية التي عضويتها غير محددة وقلنا ان وجوده كيفا وليس كما وهو حزب عجوز قيادة و فكرة وبعض عضوية
وقلنا انه حزب يجيد العمل الثوري ومعارضة الانظمة شموليه او ديمقراطية لان مشروعة قايم علي تغيير الجذري للسلوك المجتمعي وخاصة وسط المجتمعات المتدينة تقليديا او سياسيا وقلنا انه قاد النضال الثوري ودفع اثمان باهظة في ذلك منذ الاستقلال ولكن لا يستفيد من النتائج حتي لما قام بانقلاب مايو. انقلب علي نظامه ودفع ثمن ذلك كثيرا جدا
هذا من حيث التقييم العمومي وهنالك الكثير الذي يمكن ان يقال لصالحه وضده
اما زيارة جنوب السودان وكاودا ولقاء عبدالواحد والحلو والاتفاق معهم
اهم ماجاء في الاتفاق انشاء جسم تنسيقي في الخرطوم للتغيير الثوري لانقلاب البرهان وتنفيذ الدولة العلمانية القايمة علي فصل الدين عن الدولة وبطرق السلمية حسب ما قالوا في الموتمر الصحفي واقامة دولة مدنية كاملة خارج صندوق الانتخابات
اذن كيف لحزب سياسي محدود العضوية وقليل التحالفات ان يحدث هذا التغيير سلميا اذا كان ذلك عبر التظاهرات فهو ليس حزبي جماهيري منتشر وايضا وجوده في الخرطوم محدود حتي ولو كان له وجود في لجان المقاومة في كل من العباسية وشمبات وجنوب الحزام وفي الحاج يوسف وشخص او شخصين في بري وكذلك النشاط الواسع لتنظيمه في الخرطوم
اما اذا كان ذلك بالتنسيق مع عضوية الحركتين في الخرطوم صحيح ان عبد الواحد لديه وجود في الخرطوم ولكن من صفوة متعلمة ومحدودة واغلب العناصر معروفة للاجهزة الامنية لانها تنتمي لاقليم بعينه وكانت حضورا في الجامعات اما عبدالعزيز الحلو فوجوده محدودا جدا
اما ان كان يريد ان يحدث التغيير بحراك ثوري مسلح او انتفاضة محمية فهو يضع نفسه في مواجهة مع الاجهزة العسكرية الرسمية ومن خصومه في الحركة الاسلامية وكذلك مع القانون من اخرين ليس لهم مصلحة ان يصل الحزب الشيوعي والحركتين للحكم وتجربة د خليل لن تتكرر لان الخرطوم الان بها عدد من الجيوش و منها الدعم السريع وقوات الحركات الموقعة علي السلام وهي ليست علي مايرام مع الحزب الشيوعي وكذلك الحراك الثوري السلمي ليس كامل الدسم لانه علي خلاف مع الحرية والتغيير المركزي
وايضا لا يمكن ان تتكرر تجربة ثورة ابريل وتغيير الانقاذ. لان التغيير في الانقاذ تم تراكمي وكذلك بعمل داخلي من الانقاذيين انفسهم غوضوا نظامهم لصراعات داخلهم اكثر من العمل المعارض المباشر وللمجتمع الدولي دور كبير في ذلك اما اذا يود الاعتماد علي الشعب فان الشعب مل حكومة واحزاب وجماعات مابعد التغيير في ابريل لان تجربتهم كانت فاشلة في كل شي (انفراط امني وضعف في الخدمات وغلاء معيشة وتفسخ مجتمعي واخلاقي ) واذاقت الشعب الامرين وخاصة فترة حمدوك واربعة طويلة والحزب الشيوعي ليس بعيد عن ذلك ولو ادعي غير ذلك لانه سكن اغلب عناصره في الوظيفة العامة ولا زالت موجودة في كل مفاصل الدولة وخاصة في الصحة والتعليم واغلب الوظائف الدسمة وكان شريك في كل ماتم ولو غير مباشر
ايضا لا يستطيع القيام بانقلاب من عناصره داخل الموسسة العسكرية بالتضامن مع الحركتين كما حدث في مايو ١٩٦٩م وان كان هو يصر علي ابعاد العسكر من الحياة السياسية مخادعة و تمثيل او صحيح
اذن من خلال تحليل امين ودقيق ليس هنالك فرصة لتنفيذ ما اتفق عليه مع الحركتين
عن طريق الحراك الثوري والمظاهرات او عبر عنف ثوري او عبر انتفاضة مسلحة ومحمية او تغيير بتدخل خارجي لانه يتعامل منظمات وناشطين وليس حكومات حتي روسيا. ام الشيوعية لا يحكمها الحزب الشيوعي او حتي بانقلاب عسكري (نقي او مشترك)
هنالك ملاحظة هامة ان القبائل والطرق الصوفية والتجمعات الدينية من خارج التيار الاسلامي السياسي قوي جدا لانه تجربة ما بعد الثورة وضعف الاحزاب. جعلت هنالك ردة سياسية عنيفة قوت القبايل والنظام الاهلي والمجتمعي والديني فمثلا الناظر ترك او مادبو او الدينقاوي سيسي او الشيخ الطيب الجد وغيرهم من الزعامات الدينية والاهلية صارت اقوي بكثير من الاحزاب السياسية بما في ذلك التقليدية
اذن حظوظ الحزب الشيوعي والحركتين لتنفيذ ما اتفق عليه ضعيف جدا او معدوم عبر كل الوسايل المذكورة
اعتقد ان الحزب الشيوعي لديه تقدير غير حقيقي لحجمه (تفخيم زايد ) وهو. يتحرك في فضاء كبير ولكن النتيجة محدودة جدا واخشي ان يكون لديه وهم تضخيمي سياسي وثوري اكثر من انه عملي وواقعي
ولكن يحمد للحزب الشيوعي انه اكثر حراكا وعملا من زملائه معارضي نظام الانقاذ ومن احزاب قحت بما في ذلك حزب الامة القومي وكذلك محدد اهدافه واهمها ابعاد العسكر عن الحياة السياسية والحكم وتطبيق مشروعه الثوري العلماني واقامة دولة مدنية يبعد عنها الدين علي مزاجه
وايضا بعض مواقف معارضة للتدخل الاجنبي الذي يتبني الهبوط الناعم او التعاون مع العسكر او الاحزاب الدينية او الفلول. كما يسمونهم
علي العموم برنامجه واهدافه واضحه ولكم كيف يحقق ذلك هو المحك (لان السياسة السودانية صار ما خفي فيها اعظم) اذن زيارة جنوب السودان وكاودا واتفاقية الحركتين والحزب الشيوعي تجارة براسمال كبير ولكن بربح قليل
تحياتي