بذرة الحياة -وفاء جميل – وسائل بناء السلام ..(8)

الجبهة الثورية تبني السّلام ..

سألني أحد الأصدقاء لماذا تكتُبين بِكثرة عن الجبهة الثورية ، ما علاقتكِ بها ، إنهم لا يشبهونكِ و ليس هناك نقطة تلاقي تجمعكِ بهم ، فحقيقةً إندهشتُ بِحديثهِ لدرجةِ أنني خِفتُ إنّ رددتُ عليه فقد تكون بداية نهاية لعلاقتي بِالگثير مَن هم دعاة للنزعة العنصرية و خطاب الگراهية ، فهؤلاء سرطان المجتمع و سُوس ينخر عقل المواطن الذي يتعطّش للإتحاد و الأمن ، لم ألقىٰ له ردّ يضمد جراحهُ التي تنزف فِتنةً و جهوية و لا گلمات تشرح له طبيعة علاقتي بالجبهة الثورية السلمية السودانية ، فإكتفيتُ بالردّ : إنّه {السّلام السّمِح} ..!!

قد يكون التوتر بين القبائل لا زال قائم ، لگن هذه مسألة فردية سُرعان ما تُعمم و تتطور لإقتتال أهلي ، هذا بِطبيعة الحال نسبةً لِلفِتن و لإنتشار السلاح و حيازتهِ العشوائية تنشب النزاعات ، فما يُراج مِن أكاذيب و تضليل و دسّ السُم في الدسم و أنّ السّلام ليس واقعاً جعل الأغلبية المُبصرة تدّعي العمىٰ و الإستغباء ، قد تگون (لِحاجةٍ في نفسِ يعقوب) أو لِمآربٍ أخرىٰ تتعلق بإنتماءات سياسية أو أيديولوجية ، هذا أمر أعتبرهُ ثانوي غير هام ، أما الأمر المُهم هو أنّ السّلام يقترب مِنّا يوماً تلو الآخر ، و الحقيقة المجازة هي أنّ الجبهة الثورية السودانية ساعية بِجهدٍ جهيد لأنّ يرتقي مفهوم السّلام مِنّ السطور إلى الصدور ، و يتنفسهُ الشعب السوداني هواءً يتغلغل في الصدور ، زارعةً المحبة بالقلوب ، و صانعةً القبول بين القبائل مع بعضها بعيداً عن الخلط السياسي و التخبط الحزبي البغيض ..

بادرت الجبهة الثورية بالتوافق على أنّه لا خيار إلاّ السّلام ، و أنّ الحرب زوبعة تقضي على الغالب و المغلوب ، لا منتصر فيها ، و الخاسر هو الوطن ، هذا ما إلتمسناهُ منذ مطلع مفاوضات جوبا لسلام السودان ، فقد إلتزمت الجبهة الثورية الزُهد عن السُلطة و إرتقت الإيثار في المطالب ، فگان الهمّ إزالة الغمّ مِن على جبين الوطن المكلوم ، فأي حديث مغاير لذلك يُعتبر إجحاف في حقّ القومية و التنوع الذي تتمتع به وحدة الجبهة الثورية {الأم} ، فهي مرتبطة بِعقيدة الوطنية و مترابطة بحبلِ ِاللُحمة المجتمعية و رابطة على جمر القضية السودانية المنتصرة ..

فالقضية مُگتملة الأرگان و مُصانة بِمبادرة الجبهة الثورية المُنصفة ، فقد گان موقفها واضح صادح فيما يتعلق بأحداثِ 25 أگتوبر ، بأنّ شرعية الحُكم لا تأتي بالقرارات الفردية ، و أنّ التوافق و الحوار أساس الحُگم الديموقراطي (مِنّ الشعب و إلى الشعب) ، و الجدير بالذگِر أنّه و بِفضل مُبادرة الجبهة الثورية ، بالأمس القريب رُفعت عراقيل گانت تُسمم أجواء الحوار بين (المدنيين ، العسگربين) مثل رفع حالة الطوارئ و تسريح المعتقلين و غيرها مِما يدعو للتعافي الگافي و الشافي لحالٍ غير مُحال يُوصِل لحوار يحقق الآمال ..

لا يتلذُ الحديث عن (إتفاق جوبا لسلام السودان) إلاّ بتقديم جزيل الشگر و الإمتنان لِدولة جنوب السودان ، نشگُرها و نحمدُ عنها الله أنّها لا زالت تحافظ على شِقّها الآخر و تحرُص على إستباب الأمن و الإستقرار فيه ، فقد بادرت الجبهة الثورية المِعطاءة على ديدنها المعهود أنّ تُگرم و تجود عبر رئيسها {إدريس} ، فخصّت يوم لِتگريم الوفد الذي قام بِدور {الوساطة} وفاءً لِدورهِ الأخآذ و المؤثر في تهيئة البيئة المواتية لإستضافة المفاوضات و تحقيق التوافق ، فالجبهة الثورية لا يفوتها الواجب الوطني ، فهي أصل العطاء ، فجميعاً نُدرگ أنّ الوفاء لأهلِ العطاء مبدأ و واجب أخلاقي تتحلىٰ به قياداتها ، فوجب على الشعب أنّ يعي دورهُ في تگريم مَنّ يستحق و لو بِگلمة شُگر و عرفان ، بدلاً عن التراشق و تبادل عدم الإحترام ، فگل العالم يُمجّد قيادته و يشجعها إلاّ نحن نبخِّس و ننفِّر و نسُب ..!

إذنً هي غيض مِنّ فيض لِوسائل بناء السّلام في أرض السودان ، إنتهجها الرفاق بالجبهة الثورية و مِنها تتجدد الدعوة الوطنية للرفيق نور و الرفيق الحلو أنّ هلموا للسّلام السّمح ، السّلام الذي يُنصف و لا يُجحِف ، يجمع و لا يشتت ، يوقف الهدم و يوجّه للبناء ، ندعوكما و گل حامليّ السلاح للصلاح و الفلاح ، فالسّلام سمح ما دامت الإرادة السمحة ضالعة في النفوس العظيمة التي مِن ذواتها وسائل بنائية تدعم الإستقرار و تضع اللبِنة الأسيّة في أرضٍ بور نزعتها السياسة العنصرية و فرقتّها ، عساها تُصلِح الوسائل جمعاء لِبناء و نماء بِذرة السّلام في وطنِِ الحُب و التسامح ..

للحديث بقيّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى