تأملات – جمال عنقرة – في رحاب المناطق والأسواق الحرة .. ومعرض الخرطوم الدولي

كنت أود الدخول إلى هذا المقال بما بدأت به الحديث في اللقاء التفاكري الذي عقده مدير عام الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحرة السيد اللواء الدكتور الفاتح عوض مع مجموعة من رؤساء تحرير الصحف والمجلات وكتاب الأعمدة والصحفيين، لكنني اثرت أن ابداه بما ذكرني به اللقاء، ولفت نظري له أخي الحبيب بكري المدني، إذ صادف اليوم، يوم الخامس والعشرين من شهر مايو، وهو يوم لا ينسي، رغم أننا لم نكن سعيدين به في وقته، لما ارتبط به من سيطرة للشيوعيين والقوميين العرب علي الحكم في السودان في العام ١٩٦٩م، ولكننا ارتبطنا به بعد ذلك، لارتباطه بالرجل الذي سجل اسمه في تاريخ السودان بحروف من نور، ليس بما أنجز فقط علي مستوي البناء والتنمية، ولكن الأهم من ذلك بما حفظه لبلدنا وشعبنا من عزة وشموخ، والإنجاز الأهم الذي لا يضاهي وضع تشريعات وقوانين السودان علي طريق الشريعة الإسلامية السمحة، الرحمة والمغفرة للرئيس الراحل المقيم المشير جعفر محمد نميري، ولأنه لن يقوم من قبره ثانية، نجدد دعوتنا لمن يحكمون اليوم، لا سيما الذين ينتسبون للمؤسسة العسكرية الشامخة، التي كان الرئيس نميري خير قائد وممثل لها، نرجو منهم أن يحذو حذو الرئيس القائد، ويكونون مثله، و”يكربوا قاشاتهم”
محفزات استجابة لقاء الدورة ٣٩ لمعرض الخرطوم الدولي والتي نقلها لي الغالي المتفرد هيثم التهامي، أنها جاءت من العزيزة حنان أم وضاح، أرملة أخي الحبيب جدا المرحوم بإذن الله تعالي صلاح دهب، وزاد من التحفيز أن إدارة الخدمات المساعدة في شركة المعارض الدكتورة العزيزة سامية محمد عثمان، ومن اامحفزات أيضا توقع وجود مجموعة من الزملاء الأعزاء الأحباب، وقد تحقق ذلك بدرجة كبيرة، ثم أن زيارة أرض المعارض تعيد إلى النفس ذكريات عزيزة تعود إلى نحو أربعة عقود تقريبا، حيث كان للمكان رونقه، وللفعاليات القها، وللناس حضورها الاخاذ، وبتلك الذكريات دخلت أرض المعارض، لكنني ليتني لم أدخل، إذ وجدت المكان قاحلا، والأرض جرداء، ونحمد للدكتور الفاتح أنه رد إلينا بعض الروح بما قدم من رؤي وأطروحات استبشرنا بها خير، وزاد من اطمئنانا أنه تحدث بثقة عالية، حتى أنه استكثر العام الذي عرضته ليعيد أرض المعارض إلى بعض ما كانت عليه، فوعد أن نجد هذا المكان مختلفا تماما بعد ثلاثة أو أربعة شهور علي الأكثر، وعلمت أن هناك حركة إحياء تسير بصورة طيبة في كل من قرين فليدج، وهابي لاند، ومعلوم أن المطعم الأميري قد دبت فيه الحياة من جديد.
ويبدو من حديث الدكتور الفاتح، وحديث نائبه السيد الفاتح الخاص، وحديث الدكتورة سامية، أن الإعداد للدورة ٣٩ والتي تنطلق في الأول من شهر يونيو المقبل شبه اكتمل، واكدوا أن المشاركات الخارجية هذا العام سوف تكون نوعية، ومقدرة، فلقد تأكدت حتى الآن مشاركة أكثر من خمس عشرة دولة، وسوف تشارك بعشرات الشركات، كثير منها يشارك لأول مرة، وبعضها لم يشارك منذ ما يزيد عن العشرين عاما، وبشارة إدارة الشركة للمواطنين أن الدخول للمعرض سيكون شبه مجانا، فرسوم دخول الكبار خمسمائة جنيها، والصغار ثلاثمائة فقط، وأن تذكرة الدخول تكفي أيضا للدخول للفعاليات الثقافية والفنية، وسوف تكون هناك خمس حفلات جماهيرية مفتوحة لرواد المعرض يحييها كبار نجوم الفن والغناء السوداني، ومن البشريات أيضا وجود صالة عرض ضخمة مخصصة للبيع للجمهور بأسعار المصانع، هذا فضلا عن الفرص التي يتيحها المعرض للمستثمرين والمنتجين السودانيين للقاء رصفائهم من الدول المشاركة للتنسيق لأعمال مشتركة، كما يتيح المعرض كذلك فرصا لولايات السودان المختلفة لعرض فرصها الاستثمارية لضيوف المعرض والمشاركين فيه من الأجانب والمواطنين، والرواد أيضا، ونأمل أن تشكل الدورة ٣٩ لمعرض الخرطوم الدولي فرصة جديدة لإعادة تقديم السودان عالميا واقليميا، وداخليا كذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى