حوار – أحمد قسم السيد – حكايات
أكد المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة، محمد الفكي سليمان، على زيارة وفد إسرائيلي للسودان الأسبوع الماضي. وقال إن زيارة الوفد (ذات طبيعة عسكرية بحتة، وليست زيارة سياسية). كاشفاً عن لقاء الوفد الإسرائيلي بشخصيات عسكرية وناقش قضايا محددة (لا يمكن الحديث عنها في الوقت الحالي).
وقال المتحدث باسم مجلس السيادة في حوار مع (حكايات)، إن الوفد الإسرائيلي ابتدر زيارته للسودان، بطواف على منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للقوات المسلحة، والتقي فيها بعسكريّين، (لكن اللقاء لم يناقش أي جانب من الجوانب السياسية المتعلقة بالتطبيع بين الخرطوم وتل أبيب).
الحديث عن انفراد العسكر بالتطبيع غير صحيح..
المدنيون أيضاً مشاركون في الملف بجانب وزارة الخارجية
تفاصيل ما حدث
أحدثت زيارة وفد إسرائيلي للخرطوم – وتعد الأولى لوفد إسرائيلي رسمي للبلاد منذ إعلان موافقة السودان على تطبيع علاقاته مع الدولة العبرية – الإثنين الماضي، أحدثت انقساماً واضحاً بين مكوّنات الحكومة الانتقالية المدنيّة والعسكرية. وفي الوقت الذي نفت فيه حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك علمها بزيارة الوفد الإسرائيلي ومهمته والجهة التي سيلتقيها، أشارت الأصابع إلى المكون العسكري بالوقوف مع الزيارة وترتيبها، دون علم المكون المدني.
وفيما طائرة خاصة صغيرة (بزنس جيت) في مطار الخرطوم الساعة (10:30) صباح الإثنين الماضي، وهي تقل وفداً فنياً إسرائيلياً صغيراً. قال وزير الإعلام فيصل محمد صالح، لـ (الشرق الأوسط)، إن حكومته لا تملك أية معلومات عن الوفد، ولم تتواصل معها أية جهة. وأضاف: (لا نملك معلومة عن ماهيته، ومهمته، ومن سيلتقي).
توقف مفاوضات التطبيع
وأعلن محمد الفكي في حديثه لـ (حكايات)، عن توقف المفاوضات التي كانت تجري بين السودان وإسرائيل عقب المكالمة الهاتفية الثلاثية بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وانتهت بالشروع في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقال الفكي، إنّ النقاش سيتواصل في ملف التطبيع في وقت لم يتم تحديده حتى الآن، وأضاف (ما في حاجة بتخلينا نتحاشى الحديث عن التطبيع مع إسرائيل. وأنا شخصياً كعضو مجلس سيادة، ظللت منذ لقاء البرهان ونتنياهو في بيوغندا، أتحدث باستمرار على مدار الشهور الماضية عن التطبيع).
ملف التطبيع مع إسرائيل لم يكتمل بعد حتى تُنشر كل تفاصيله
وأعلن السودان وإسرائيل والولايات المتحدة في أكتوبر الماضي، عن موافقة الأول تطبيع العلاقات بينه وتل أبيب والخرطوم. وكشفت (حكايات)، الثلاثاء الماضي، عن مغادرة الخرطوم، وفد سوداني رفيع بطائرة خاصة إلى العاصمة الإسرائيلية (تل أبيب). وقال مصدر لـ(حكايات)، إن زيارة الوفد السوداني إلى إسرائيل تأتي في إطار المباحثات الجارية بين الدولتين، وأكد المصدر، أن المفاوضات قطعت شوطاً بعيداً في إكمال التطبيع، وتابع: (تبقى القليل من الملفات يجري التفاوض حولها).
مصلحة السودان أولاً
وأكد المتحدث باسم مجلس السيادى لـ (حكايات)، على أن مصلحة السودان هي الفيصل في علاقات السودان الخارجية قبل كل شيء، وأضاف: (هذا النقطة تناولتها كثيراً وبصورة واضحة في وسائل الإعلام المختلفة، سواءً عبر القنوات الفضائية أو وسائط التواصل الاجتماعي). وقال: (ما زالت أردد ذات الحديث: إذا كانت هنلك مصلحة في التطبيع مع إسرائيل، سنمضي فيه إلى النهاية. بالتالي، لا استعجال في هذا الملف، لأن المحدد الأساسي فيه هي علاقتنا ومصلحتنا، وأنا كنت وما زالت قريباً من ملف التطبيع، والنقاش فيه مُستمرة).
هيمنة المكون العسكري
وحول الحديث عن إدارة المكون العسكري في مجلس السيادة لملف التطبيع مع إسرائيل، بعيداً عن المكوّن المدني في المجلس والحكومة التنفيذية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، قطع المتحدث باسم مجلس السيادة محمد الفكي سليمان في حديثه لـ (حكايات)، بأن هذا (الحديث غير صحيح). وأشار إلى أن كل أعضاء مجلس السيادة من مدنيّين وعسكرييّن، مشاركون في ملف التطبيع، بالإضافة إلى وزارة الخارجية وأضاف: (لكن أعتقد أن الملف لم يكتمل بعد، حتى تُنشر كل تفاصيله).
انتقاد لجنة إزالة التمكين
وفي سياق آخر، يتعلق بالحملة المصوّبة ضد لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال، والمطالبة بحلها، عزا محمد الفكي وهو نائب رئيس اللجنة، الهجوم ضد اللجنة إلى (أنها بدأت الدخول في ملفات كبيرة وحسّاسة، وعملها أصبح أكثر إتقاناً). على حد قوله. وأضاف: (صحيح، في الفترة الأخيرة، تراجع التفاف الشعب حول اللجنة، لأسباب أبرزها عدم تأثير المُستردات على معاش الناس أو الإسهام في معالجة الأزمة الاقتصادية المُستحكمة، ما جعل الناس يوجّهون النقد للحكومة، ولأي قرار يصدر منها. ولأن الناس يبحثون عن نتائج مباشرة لقرارات إزالة التمكين على وضعهم الاقتصادي، أصبح أي قرار من اللجنة، مصدراً للتشكيك المستمر).
واتهم رئيس لجنة إزالة التمكين، الفريق أول ركن ياسر العطا في حوار مع الزميلة صحيفة (الديمقراطي)، جهات قال إنها تعمل على عرقلة عمل اللجنة، بينهم أعضاء في مجلسي السيادة والوزراء وتحالف قوى الحرية والتغيير. لكن العطا اتهم اللجنة التي يرأسها، بالتشفي والانتقام. وقال: (هناك حالة تشفّي وانتقام في عمل اللجنة. لذا، لابد من أن تزول ولا تعلو على القانون، وهي إحدى التحديات التي تواجه إزالة التمكين).
الشارع يسأل
وقال الفكي، إن الشارع ظل يطرح سولاً كلما أصدرت اللجنة قراراً بإسترداد أموالاً من قادة النظام المعزول: (إذا كانت هناك أشياء يتم استردادها، لماذا لم تنعكس على حياة الناس)؟!
الهجوم على (إزالة التمكين) تزامن مع دخولها في ملفات كبيرة وحسّاسة
وأوضح الفكي، أنّ جمع الأموال ليس من مهام اللجنة، وإنما عملها الاسترداد والتفكيك وتصفية جهاز الدولة من الذين حصلوا على وظائف من غير وجه حق، (هذا عمل اللجنة بصورة أساسية، والاستفادة من الأموال المُستردة، من مهام جهات أخرى). وأضاف: (في الحقيقة، المستردات مبالغ ضخمة، تبلغ مليارات الدولارت. بالتالي، السؤال الذي يُوجّه لـ اللّجنة، يجب تحويله للجهات التي ترعى الأموال وتطالب بالاستفادة منه).
وكان عضو لجنة إزالة التمكين، وجدي صالح قال في حديث لوكالة السودان للأنباء، (إنّ الهجمة التي تتعرض لها اللجنة منظمة ومتوقعة من الذين تضرروا من قراراتها، ومن الذين يعتقدون انهم في انتظار التفكيك. هذا الصراخ مبعثه ضرب أوكار الجريمة وأوكار الأمن الشعبي عبر المعلومات الكافية التي تحصلت عليها اللجنة، بفضل تعاون وعمل لجان المقاومة مع اللجنة ومدها بالمعلومات المهمة).
تراجع التأييد الشعبي
وأقرّ نائب رئيس لجنة إزالة التمكين محمد الفكي سليمان، في حديثه لـ (حكايات)، بتراجع الالتفاف الشعبي حول اللجنة بسبب ارتفاع الأصوات التي تطالب بإصلاحها، ونوه الفكي إلى أن الذين يطالبون اللجنة بعمل أكبر، أعلنوا تجديد الثقه في اللجنة. وقال: (هذا الأمر واضح بالنسبة لنا، وتسبب في زيادة شعبية اللجنة، لذلك تعد اللجنة بتقديم ملفات كبيرة خلال مؤتمر صحفي يُعقد قريباً).