
نتيجة فوز منتخبنا الوطني على منتخب غينيا الاستوائية فتحت الأبواب أمام صقور الجديان، ووضعت منتخبنا في قائمة أفضل المنتخبات المنافسة ضمن أفضل الثوالث، وكأن له موعدا مع التاريخ قبل نهاية المرحلة الأولى. هذا الانتصار منح منتخبنا بطاقة العبور إلى المرحلة الثانية (دور الـ16)، في إنجاز يُحسب للاعبين رغم كل الظروف المحيطة.
نبارك لمنتخبنا الوطني هذه الوضعية المستحقة، غير أن الحسابات تشير إلى مواجهة قوية في دور الـ16، حيث من المرجح أن يلتقي منتخبنا أحد عملاقي القارة، السنغال أو الكاميرون، حسب الترتيب النهائي للمجموعات، وهي مواجهة تفرض تحديات فنية وبدنية من العيار الثقيل.
اليوم يخوض منتخبنا الوطني – الذي يعاني إهمالا واضحا من اتحاد كرة القدم السوداني – آخر مبارياته في المرحلة الأولى أمام منتخب بوركينا فاسو ضمن مجموعته. مباراة اليوم تمثل اختبارا حقيقيا لصقور الجديان، رغم أن المنتخبين قد ضمنا التأهل إلى دور الـ16، إلا أن الرهان يبقى على الصدارة وتحسين الوضع التنافسي.
الفوز في مباراة اليوم ليس مجرد نتيجة، بل مطلب جماهيري وضرورة فنية، لما له من أثر معنوي كبير في مواصلة الانتصارات، ونشر الفرحة وسط الشارع الرياضي، إلى جانب تحسين تصنيف منتخبنا في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
من المتوقع أن يخوض لاعبو منتخبنا اللقاء دون ضغوط نفسية كبيرة، بعد ضمان التأهل، وهو ما قد يمنحهم حرية أكبر في الأداء. غير أن ذلك لا يعفيهم من مسؤولية تقديم مستوى يرضي طموحات الجماهير، ويعزز مكانة المنتخب، ويرفع رصيده إلى ست نقاط.
جمهور كرة القدم السودانية لا يقبل الهزيمة، سواء كانت المباراة رسمية أو ودية، وأي نتيجة غير الفوز اليوم قد تقلب المزاج العام بسهولة، وتفتح أبواب النقد على مصراعيها ضد المنتخب، واللاعبين، والجهازين الفني والإداري، بل وحتى اتحاد كرة القدم.
مباراة اليوم تمثل فرصة ذهبية للمدرب لإتاحة المجال لبعض الوجوه الشابة مثل شادي عزالدين وعامر، لمنحهم مزيدا من الاحتكاك واكتساب الخبرة، كما تشكل مناسبة لعودة عدد من العناصر، أبرزهم: أبو عاقلة، أبو بكر عيسى، ياسر جوباك، وصلاح عادل، بما يعزز عمق التشكيلة.
فنيا، فإن أي مواجهة محتملة أمام السنغال أو الكاميرون تتطلب انضباطا تكتيكيا عاليا وتركيزا ذهنيا كبيرا. منتخب السنغال يعتمد على القوة البدنية والضغط العالي وتعدد الحلول الهجومية، خاصة عبر الأطراف، فيما يتميز منتخب الكاميرون بالصلابة الدفاعية، والالتحامات القوية، والكرات الهوائية، وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم.
في المقابل، يمتلك منتخبنا الوطني عناصر قوة لا يُستهان بها، أبرزها الروح القتالية، واللعب الجماعي، والانضباط الدفاعي، مع إمكانية الاعتماد على الهجمات المرتدة إذا أُحسن الانتشار داخل الملعب. تقارب الخطوط، تقليل المساحات، وعدم الاندفاع غير المحسوب، ستكون مفاتيح أساسية في مثل هذه المواجهات، إضافة إلى استغلال الكرات الثابتة التي قد تصنع الفارق أمام منتخبات كبيرة.
ختاما، صقور الجديان أمام فرصة تاريخية لتأكيد حضورهم القاري، والانتقال من مرحلة المشاركة المشرفة إلى مرحلة المنافسة الحقيقية، وهو ما يتطلب دعما إداريا حقيقيا، وثقة جماهيرية، وجهدا مضاعفا داخل أرض الملعب.


