
تعتبر ميزانيات الدول التي تعاني الحروب والنزاعات من أكثر الميزانيات تعقيدا إذ أنها تتعرض لمؤشرات انحرافات غير متوقعة نتيجة مايحدث من حروب إذ أن مطلوبات الحرب تعتبر من أغلي التكاليف وعليه تبقي ميزانيات السودان التي تمت إجازتها في سنوات الحرب من أكثر الميزانيات التي مرت علي بلادنا تعقيدا،،
وفق معطيات ماجري في السودان كان يعتقد كبار خبراء الإقتصاد أن الإقتصاد السوداني سينهار سريعا وتعلن الدولة حالة الإفلاس العام لكن بعون الله و إرادة وعزيمة القائمين على أمر الإقتصاد في وزارة المالية جعلوا من المستحيل ممكن!! ومن مسببات الفشل الي عناصر نجاح وهذا يدل على الخبرة المهنية العالية للسيد الوزير والسادة الوكلاء وعلي وجه الخصوص الخبير عبدالله إبراهيم وكيل وزارة المالية المختص في علم الميزانيات والصرف،،
تمت إجازة موازنة العام ٢٠٢٦ إلى ميزانية رسمية وعندما نقول رسمية نعني أنها مسنودة ومعززة بلوائح وقوانين ومراسيم وفق البنود وأوجه الصرف وقانون الإيرادات،،
من شواهد نجاح ميزانية العام ٢٠٢٦ أنها تحمل في مؤشراتها العامة الإهتمام بالشرائح الضعيفة التي تحتاج إلى الدعم الاجتماعي وكذلك شرائح الموظفين والعمال وهذا يستوجب زيادة الإيرادات وتخفيض الصرف علي البنود الثانوية وكذلك الإهتمام بتوسعة مظلة الضرائب لتشمل المتهريين منها وكذلك إستحداث الطرق والمناهج الحديثة لتطوير مؤسسة الجمارك التي تحتاج الي تطوير بالإضافة إلى تطوير المواني،،
ميزانية العام ٢٠٢٦ تبرز إهتمام كبير بالاعتماد على الذات السودانية وهذه الميزة يجب أن تخاطب الدولة شريحة المغتربين بسن لوائح مشجعة لهم لإدخال مدخلاتهم وتحويلاتهم عبر البنك المركزي أو البنوك بشكل عام وهذا يحتاج إلى تشجيع للمغتربين وصدق من الدولة معهم ياحبذا لو تم التفكير في انشاء المشاريع الاستثمارية الكبري وفتح مجال الشراكة للمغتربين عبر الأسهم او تكوين الجمعيات التعاونية ذات الطابع الاستثماري،،
عموماً هذه الميزانية تدل علي بداية تعافي الإقتصاد السوداني من جروح الحرب وعليه يجب أن يتحول اقتصادنا الي اقتصاد معرفي بحت تتحقق فيه القيمة المضافة للإنتاج الزراعي والحيواني عبرالصناعات التحويلية التي تعتبر مكون اساسي لبناء اقتصاديات الدول النامية لأن الإهتمام بالقيمة المضافة للإنتاج تعزز من قيمة القدرة التنافسية في الأسواق الإقليمية مثال الكوميسا والأسواق العربية وبقية الأسواق التي تمثل قاسم مشترك بين الدول وعليه لابد من الإهتمام بذلك لتحقيق تنمية اقتصادية (Economic Develpment)
نأمل أن يتم عرض مؤشرات هذه الميزانية للرأي العام عبر مؤتمر صحفي وبحضور إعلامي مميز حتى يطلع المواطن الكريم علي تلك الميزانية التي أصبحت ملك له ومن حقه أن يعرف ماعليه وماله في تلك الميزانية،،
مجهود محترم من وزارة المالية يحب أن يجد التقدير من الدولة والمواطن وكما أسلفت يدل علي خبرة وعزيمة واردة من تم تكليفهم بوضع الميزانية،، نسأل الله لهم العون والتوفيق،، سنتحدث لاحقاً عن التحديات والفرص لنجاح ميزانية العام ٢٠٢٦



