أخر الأخبار

السماني عوض الله يكتب : الطاعون …!!!

 

أعجبت بالقراءة التحليلية التي قدمها الدكتور عبد الله محمد علي بلال حول كتاب الطاعون الذي يخترق جهاز المخابرات العامة في السودان والذي صدر في العام 2017 ، حيث خلصت القراءة الي أن مؤلف الكتاب لم يذكر إيجابية واحدة من الإيجابيات الكثيرة التي ميزت المخابرات السودانية عن غيرها وأنه – أي المؤلف – دمج مراراته الشخصية مع توجهاته السياسية مما افرغ الكتاب عن المحتوي .

والكتاب نفسه يتكون من حوالي ستة فصول تناول المؤلف في عدة فصول منها قرارات أصدرها الجهاز في حركة التنقلات والترقيات ولقاءاته بالإجهزة الأمنية في بعض الدول ، وهذا يعتبر أمرا مشروعا ومعلوما لم يكن إختراقا كما وصف المؤلف ذلك ، فقرارات الترقيات والتنقلات يتم نقلها للرأي العام وكذلك اللقاءات الثنائية التي يقوم بها جهاز المخابرات .

الطاعون في رمته هو صورة مصغرة للصراع الذي يحدث الأن وهو السعي لتفكيك مؤسسات الدولة السودانية وهو مخطط تقوده بعض الدول لإدراكها بأن جهاز المخابرات السودانية من أقوي الأجهزة في المنطقة وكذلك القوات المسلحة السودانية التي تقاتل بعقيدة وطنية راسخة وليست حزبية أو جهوية وكذلك المخابرات وبقية الأجهزة النظامية الأخري .

وهنا لا أريد الترويج لهذا الكتاب الذي مر على صدوره أكثر من ثماني سنوات وهي بداية التفكير الذي تقوده تلك الجهات لزعزعة الأمن والإستقرار في السودان وبالفعل شرعت تلك الجهات في تفكيك جهاز المخابرات بعد ثورة ديسمبر في العام 2019 ، وهذا ما دفع رئيس مجلس السيادة القيام بعمليات تصحيح للمسار في 25 إكتوبر من العام 2021 عندما رفض التوقيع على الإطاري ، حيث أعلنت القوي المدنية في ذلك الوقت إما التوقيع أو الحرب ، فرفض البرهان التوقيع ولكن اندلعت الحرب في 15 ابريل من العام 2023م .

والمخابرات السودانية مؤسسة وطنية قوية تمتلك خبرات واسعة وعلاقات راسخة مع الدول الإقليمية ولها تأثيرات وبصمات في افريقيا وهي صاحبة فكرة “سيسا” لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية والتي عقدت عدة إجتماعات في السودان .

عموما القراءة التحليلية التي قدمها دكتور بلال قراءة واقعية ، أكدت إطلاع هذا الرجل على الدور التي تقوم به أجهزة المخابرات في العالم من حماية الإقتصاد والأوطان ومكتسبات المواطنين ، بل دوافعه الشخصية أضعفت الكتاب الذي كان أن يفترض يتناول الدور الوطني الذي قامت به المخابرات السودانية .

هذه القراءة تستدعي أن تقام من أجلها ورشة أو جلسة تحاورية تعضد من مكانة ودور القوات النظامية في السودان ، خاصة المخابرات والقوات المسلحة اللتان ادارتا حرب مدن في منتهي الخطورة كادت أن تفكك الدولة السودانية وهي حرب يجب توثيقها لتدرس في الأكاديميات العسكرية والأمنية لأنها نموذج في كيفية إدارة حرب المدن …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 + 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى