
سلطة أرض الصومال المعروفة ببونت لاند الخارجة عن الحكومة الشرعية في الصومال ظلت خلال السنوات السابقة مخلب قط لدولة الكيان الصهيوني مستخدمة دولة الامارات العربية للتمدد في شرقي إفريقيا بحثاً عن الموانئ والوصول إلي المعابر الإقليمية والدولية…وتهديد دول المنطقة بكاملها وبمثل ما أرادت إسرائيل ان تستغل الامارات وتجعلها سكيناً صدئة في خاصرة الشرق الأوسط لتفتيته وإختراقه فإن إسرائيل بهذا الإعتراف أرادت تجعل من بونت لاند خميرة عكننة في دول شرق إفريقيا وتجعلها معبر للوصول للموانئ..
أن إستخدام دولة الإمارات لميناء أصوصا وإرسال الطائرات التي تحمل العتاد العسكري والمرتزقة لمعسكرات التمرد في بني شنقول بإثيوبيا رغم إدعاءات النفي المتكرر يعتبر من الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها عبر الإمارات لأن إثيوبيا تظل دولة حليفة للتمرد وداعمة للإمارات في عدائها الأخير علي السودان
إن سلطة بونت لاند المنشقة عن السلطة الشرعية في الصومال لم تجد دولة تعترف بها لأنها لم تمتلك مقومات الدولة ولأنها تمثل خطرا علي دول القارة الإفريقية التي بها حركات معارضة كثيرة…فإثيوبيا وإريتريا ودولة جنوب السودان وتشاد وليبيا جميعها دول لها معارضة بداخلها وإن وجدت أي دعم من الخارج يمكن أن تمثل مهددا للأمن والسلم الإفريقي إقليمياً ودولياً كما أنها ستغري جهات كثيرة لتحذو حذوها…
إن الإتحاد الإفريقي لم يفلح في معالجة الإنقسامات في دول المنطقة الأعضاء فيه بل ذهب أبعد من ذلك بقراره تجميد عضوية السودان بحجج واهية رغم وجود حكومة شرعية بمجلسين للسيادة ولمجلس الوزراء.. لذلك لا يرجي منه فعل شئ إزاء ما يحدث في الصومال..
وأخيراً وفي ظل هذه الظروف والتعقيدات يجيئ إعتراف إسرائيل بسلطة بونت لاند المنشقة وهي تعتبر الدولة الأولي بل الوحيدة التي تعترف بها…والغرض من ذلك هو فتح باب جديد لدول أخري للإعتراف مما يجعل الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية أمام إختبار حقيقي في هذا التوقيت…وليس بعيداً تدخل الإمارات غير المباشر في هذا الإعتراف بالنظر إلي علاقتها بسلطة أرض الصومال من جانب وإستغلالها لميناء أصوصا لتوريد الاسلحة والذخيرة لمتمردي الدعم السريع في بني شنقول من الجانب الآخر يضاف لذلك نيتها وعزمها في السيطرة علي الموانئ وليس بعيداً الإتفاقية الإبراهيمية الموقعة بين الإمارات وإسرائيل…لذلك فإن أعتراف اسرائيل بسلطة بونت لاند يعتبر مكافأة للإمارات وللسلطة نظير ما تقوم به الآن من تقديم كل التسهيلات لتوغل إسرائيل في المنطقة…
فهل تدرك الآن المنظمات إفريقية كانت أم عربية هذا التآمر الذي يتم علي مسمع ومرأي من العالم أجمع فماذا أنتم فاعلون؟؟



