
مدير المخابرات يواصل تطوافه الولائي الذي ابتدره بالخرطوم..
مفضل في الأبيض.. دلالات الزيارة؟!
وقف على الأوضاع وتلقى تقريرا عن المشهد الأمني والخدمات..
استعرض مع الوالي الأوضاع الأمنية والعسكرية والخدمية واجتمع بلجنة الأمن..
رحلة مفضل تحمل رسالة واضحة للمجتمع المحلي والأطراف المعنية ..
تقرير : محمد جمال قندول
يواصل المدير العام لجهاز المخابرات العام الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل تطوافه الولائي الذي ابتدره من العاصمة الخرطوم، حيث كانت أمس محطة جديدة من زياراته بشمال كردفان.
مفضل وقف على الأوضاع بأرض الواقع وتلقى تنويرا عن المشهد الأمني بجانب ملف الخدمات.
روح الانسجام
الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل وقف على الأوضاع بحاضرة شمال كردفان ميدانياً، حيث استعرض مع واليها الأوضاع الأمنية والعسكرية والخدمية، كما عقد اجتماعاً موسعاً مع لجنة أمن الولاية، استمع خلاله إلى تنوير حول مستجدات الوضع الأمني.
مفضل لم يغفل جانب الخدمات، حيث تلقى أيضا تنويرا عن موقف السلع الاستراتيجية والخدمات المقدمة للمواطنين.
وأعرب والي شمال كردفان عبد الخالق عبد اللطيف عن سعادته بزيارة مدير جهاز المخابرات العامة. وأشار إلى أن وصول مفضل يحمل دلالات مهمة، كما قوبل بترحيب واسع في الأوساط التنفيذية والمجتمعية بالولاية.
الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل أزجى إشادة بروح الانسجام والعمل الجماعي بين أجهزة الولاية، وأشاد كذلك بالتفاعل الإيجابي والمساندة القوية التي يبديها مجتمع شمال كردفان للقوات المسلحة.
وكان مدير الجهاز قد اطمأن على استقرار الأوضاع الأمنية، بجانب حركة المتحركات في مناطق العمليات العسكرية، إضافة إلى أوضاع النازحين.
استراتيجيات الدولة
ويقول الخبير والمحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي إن زيارة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، المدير العام لجهاز المخابرات العامة، إلى ولاية شمال كردفان، تحمل أكثر من بعد أمني وسياسي في الوقت الراهن.
وأضاف شقلاوي بأن رحلة مفضل تحمل رسالة واضحة للمجتمع المحلي وللأطراف المعنية داخل الدولة مفادها أن الأجهزة الأمنية تتابع الوضع الميداني عن كثب، وأن استقرار الولاية يمثل أولوية استراتيجيةً وطنية، كما أنها تقفل باب الإشاعات المتعلقة بتهديدها من قبل ميليشيا الدعم السريع.
ويشير محدّثي إلى أنه من اللافت في الزيارة التركيز على ثلاثة محاور رئيسية: متابعة الوضع الأمني والعسكري ، الاطمئنان على الخدمات الأساسية والسلع الاستراتيجية، والاهتمام بأوضاع النازحين. مشيرا إلى أن هذا التوجه يعكس إدراكاً منتبها بأن الاستقرار الأمني مرتبط ارتباطاً مباشراً بالاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، وأن أي تهديد أمني في مناطق العمليات لا يمكن فصله عن حياة المواطنين اليومية.
وبحسب إبراهيم فإن إشادة المدير العام بروح الانسجام والتعاون بين الأجهزة المحلية واستجابة المجتمع المدني للقوات المسلحة تعكس اتجاها لتعزيز الثقة بين الدولة والمواطن، وإظهار صورة منسقة عن قدرات الأجهزة الأمنية في التعامل مع التحديات الماثلة.
البعد السياسي لتواجد مدير جهاز المخابرات العامة في شمال كردفان يقرأ في سياق مؤشر على استعداد الأجهزة الأمنية لمواجهة أي مخاطر محتملة، وتأكيداً على أن القيادة الأمنية تتبنى أسلوب المراقبة المباشرة والتواصل الميداني بدلاً من الاعتماد على التقارير الورقية الراتبة فقط، فضلا عن أنها تعكس اهتمام الدولة بالولايات والمحليات التي قد تواجه ضغوطاً أمنية أو اجتماعية، وتؤكد أن القضية الأمنية لا تقتصر على العاصمة، بل تشمل كامل التراب الوطني.
وإجمالا لما ذكره أعلاه يختتم إبراهيم شقلاوي حديثه بأن زيارة الفريق أول مفضل تعكس رغبة واضحة في تعزيز الانسجام بين الأمن والمجتمع، وتثبيت الثقة في قدرة الدولة على إدارة الملفات الأمنية المعقدة، مع إشارات واضحة بأن أي اختلال في الاستقرار سيكون مراقباً ومؤطراً ضمن استراتيجيات الدولة الشاملة للأمن القومي.



