أخر الأخبار

الزين اب شنب يكتب : الصمت المريب… حين تغيب المواقف خلف شعارات السلام

✒️ الزين اب شنب

في الوقت الذي ينتظر فيه شعب السودان بارقة أمل وسط رماد الحرب، خرج وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بتصريحات غير مسبوقة، دعا فيها صراحة إلى تجفيف منابع الدعم للمليشيات محملاً إياها المسؤولية عن الانتهاكات الممنهجة التي مزقت نسيج المجتمع السوداني، وشردت الملايين، وأحرقت المدن والقرى.
ولقد كان التصريح نقطة تحول محتملة، خطوة نحو مساءلة الجناة، وبداية نقاش دولي جاد حول وقف حقيقي ومستدام للحرب… ولكن المفاجأة لم تكن في التصريح، بل في الصمت الذي استقبله
غابت التهليلات. غابت التغريدات. غاب الحماس المعتاد.
غابت كل الأصوات التي لطالما صدّعت المشهد بشعار “لا للحرب”، حين تعلق الأمر بموقف يتقاطع فعلياً مع وقف الحرب، ولكن على قاعدة *إدانة الجناة لا مساواتهم بالضحايا
فهل كانت تلك الأصوات ترفض الحرب حقاً؟؟
أم كانت ترفض فقط أن يُحاسَب المعتدي؟؟
هل كان شعار “لا للحرب” صرخة إنسانية… أم ورقة سياسية نُشرت في الوقت الخطأ، لتُخفي ما يجب أن يُقال في الوقت الصحيح؟
ان الترحيب بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي لم يكن يتطلب مجهوداً. كان يتطلب فقط موقفاً أخلاقياً. كان يتطلب شجاعة في تسمية الأشياء بأسمائها: أن هناك مليشيا، وهناك دعم خارجي، وهناك جرائم ترتكب باسم التوازن السياسي
إن الصمت عن إدانة الجريمة هو شراكة غير مباشرة فيها.
وأن العدالة لا تأتي بالصوت الخافت، بل بالموقف الجريء
وأن التغاضي عن خطوة دولية في الاتجاه الصحيح… ليس حياداً، بل انحياز مبطن.
إن صمت من يزعمون الحرص على السلام عن هذا التصريح، هو نفسه الذي سمح باستمرار الجرائم، وهو ذاته ما يجعل الشك يتسلل إلى النفوس: هل كانت “لا للحرب” تعني “لا لإدانة المجرمين”؟
إن وطننا لا يحتاج إلى شعارات جوفاء، بل إلى ضمير حي لا يصمت عندما يُقال الحق، فقط لأنه جاء من غير المرغوبين.
لذا، فإن الترحيب الغائب هنا… ليس مجرد تقصير.
بل إنه موقف. وموقف خطير. وواضح لكل المتابعين
زين العابدين أحمد عبد الرحمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى