
:-
ذاكرة جيشنا السوداني العظيم ذاكرة حية لم تتأثر بعدد السنين أو زوال القادة العسكريين ومثلما يتجدد القادة تتجدد ذاكرة جيشنا الأبي هذا الجيش الذي يحفظ تاريخه منذ ثورة اللواء الأبيض قبل قرن من الزمان وحتي سقوط مدينة الفاشر وبارا و إنتصارات بابنوسة نهار يوم ٩ نوفمبر ٢٠٢٥!!!
تتحد ذاكرة خدعة شقدوم وشريان الحياة التي انعشت روح الحركة الشعبية بعد إنتصارات صيف العبور وكذلك هدنة ٢٠٠٢ التي أدت إلي سقوط توريت واستشهاد أعظم قادة للجيش بها هما المكحل بالشطة العميد عبدالمنعم ودفعته الورع الحافظ لكتاب الله وكانت فاجعة كبري للجيش الذي فقد في تلك الخدعة جنرالين ولم يحدث أن فقد جيشنا العظيم عميد في معركة في الجنوب إلا العميد عبدالجليل قائد متحرك الفجر الصادق في كبري البو ببحر الغزال!! وكان حينها إستشهاد جنرال في الجيش يعني الكثير والدليل على ذلك تعليمات البشير بسحب وفد التفاوض بعد إستشهاد جنرالات توريت وأقسم أن لا تفاوض إلا بعد تحرير توريت وفعلاً لقد كان وأنا علي ذلك من الشاهدين والمشاركين،
وبعد تمرد حميدتي وهزيمة قواته في بداية الحرب وفشل الإنقلاب ومشروع الإمارات وقع قادة الجيش وبحسن نية في فخ الهدنة الأولي التي أدت إلي ترتيب صفوف العدو لإدخال مضادات حديثة بعد فشل مضادات الرباعي والثنائي وكذلك إستعواض محطات الإتصال التي تم تدميرها في الأسبوع الأول وتلك الهدنة هي التي منحت التمرد نفس جديد يتحرك به في الخرطوم وبقية مسارح العمليات!!!
ذاكرة الجيش لاتنسي تلك الهدنات الحديثة و السابقة فالذي فكر في شقدوم وشريان الحياة وهدنة جدة هو ذات المفكر الذي فكر في الهدنة التي تتبناها الرباعية وداعميها من دول الغرب واللوبي الصهيوني المتمدد في دول الخليج وبالتالي يجب أن لايلدغ جيشنا منرالجحر أربعة مرات!!!
مشهد ضبابي يكتنف سماء السودان من تلك الرباعية وهدنتها فالحديث الذي جاء علي لسان مسعد بولس يختلف تماماً عن مايقوله الجنرال ياسر العطا الذي يجد التأييد والموافقة من الشعب السوداني،، والصمت الذي يتمتع به القائد العام وعدم رده لحديث بولس فيه شيء من الضبابية،، والحديث الذي جاء علي لسان وزير الدفاع لايتوافق مع طبيعة وضوح الجيش الذي يسمي الأوضاع بمسمياتها فالسيد الوزير تقدم بالشكر لأمريكا وكل العاملين في حقل سلام السودان ولم يقفل الباب لكنه تركه بلغتنا ( متركش) يعني زي باب حبوبة زهراء وهي ترقبنا عندما نريد أن نسرق بلحها ونحن صغار،،، تترك الباب متركش لترغبك في الدخول وتمسك عصايتها تنتظر دخولك!!
بعد سقوط الفاشر وبارا و ماحدث من انتهاكات فظيعة ومستفزة جعل الشعب السوداني يزداد قناعة بعدم التفاوض مع المليشيا بل زادت همة الشعب في الدخول لمعسكرات التدريب والقتال مع القوات المسلحة واصبح الشعب لايطيق كلمة مليشيا أو تفاوض مما زاد من المشهد تعقيدا لدي الرباعية وأهلها وأصبحت قيادة الجيش مجبورة على تحقيق رغبة الشعب ويجب على تلك القيادة أن لا تتردد في إعلان حالة التأهب القصوى والاستفادة من إلتفاف الشعب حولها وكذلك الاستفادة من الحشد الإعلامي العالمي المساند للشعب السوداني وجيشه فيجب الاستفادة من الفرص بزيادة عبوة العيار القتالي ومصارحة الشعب بأن لا هدنة ولا تفاوض بعد الذي حدث ويجب على الشعب أن يتحمل المسؤلية الكاملة مع جيشه ويزيد من حجم التحشييد والدعم ولا مجال لأي شيء غير مجابهة العدو وهزيمته الحتمية فالوقت يمضي و الأعداء يعملون لصالح المليشيا لترتيب صفوفها ولتخدير الشعب السوداني وأصدقائه الذين يقفون معه في محنته،، قوموا إلي قتالكم ولا تصلوا العصر إلا في بارا ولاتذبحوا كرامة فرح إلا في نيالا ولاتزغرد لكم نساء إلا في الضعين ولا نسمع لكم دوي طبول إلا في الفاشر،، يرحمكم الله



