تابعت تصريحات الأستاذ النور الشيخ النور رئيس المجلس الأعلى للسلم الإجتماعي لإذاعة بلادي ، حول عدة محاور لمهام ودور المجلس في الفترة المقبلة .
وعلمت من خلال حديثه بأن رئيس مجلس السيادة أطلع على خطط وجهود المجلس للفترة المقبلة ، وأظن أنها تحديات عظيمة وجسيمة تنتظره حتي يعبر ويحقق الأهداف التي من أجلها تم إنشاء هذا المجلس
واستوقفتني نقطة مهمة جدا ، في حديث النور الشيخ وهي تتعلق بمحاربة خطاب الكراهية بعد اندلاع حرب ابريل 2023 والتي أدت الي إفرازات مجتمعية قاسية جدا على الشعب السوداني .
وأعتقد أن المجلس والشيخ النور أمام مهمة قاسية وصعبة ، لكنها ليست مستحيلة ، خاصة وأن الشعب السوداني شعب كريم متسامح ويعفو عم كل شئ ، الإ أن ما حدث في الحرب من ظلم وقهر وكثير من الممارسات السالبة تضاعف من مهمة هذا المجلس ومن جهود رئيسه النور والذي يتوجب أن يتحرك بدبلوماسية الحوار المجتمعي لإمتصاص حالة الغبن وحالة الغضب العالق في النفوس ويرفع شعارا لا تنازل عنه بأن تتم محاكمة كل مدان ثبت تورطه في هذه الجرائم بغض النظر عن لونه السياسي أو حاضنته المجتمعية .
والمجلس الذي يخطط لعقد ملتقي في ولاية الجزيرة الأيام المقبلة سيكون فرصة وبداية فعلية لتنفيذ تلك الخطط ورسم خارطة طريق يمشي عليها وتنداح في بقية الولايات التي تحتاج الي تحرك عاجل خاصة في ظل العودة التي أنتظمت المدن المختلفة ، فهذه العودة إن لم تصحبها برامج توعوية ومحاربة خطاب الكراهية فإنها تقود حتما الي أوضاع كارثية تؤدي الي إزهاق الأرواح ونشوب صراعات قبلية وإثنية تهدد الأمن الإجتماعي .
ولنجاح جهود المجلس لابد من استصحاب منابر المساجد لبث الخطب التي تدعو لنبذ الكراهية والتشديد على مبدأ عدم الإفلات من العقاب عبر القانون والأجهزة العدلية ، فهذه الخطوة ستعيد للناس الثقة في بعضهم وفي مؤسسات الدولة ، وأن المجلس يجب أن يكون هو النافذة لتسليط الضوء على ذلك المبدأ ويشكل حماية لكل من يلجأ للقانون بجانب دوره المنوط به في الفترة الحالية .
