
ترجمت السعودية مخرجات القمة العربية والإسلامية في الدوحة الي واقع عملي مباشر وذلك بتوقيع إتفاقية الدفاع المشترك مع دولة باكستان الناهضة ووفق رؤية 2030م للمملكة فإنها تقرأ أبعاد التحالفات من منظور إستراتيجي وعدم وضع (البيض في سلة واحدة) خاصة أن الخليج تعتمد بصورة كبيرة علي السلاح والمنظومات الدفاعية الأمريكية بنسبة كبيرة وأن المنظومات الدفاعية القطرية الأمريكية الصنع لم تستطع مواجهة العدوان الاسرائيلي الأخيرة
وتأتي دلالة التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين والتي تتمثل في مواجهة اي عدوان لكليهما وتستمد السعودية مكاسبها للإستفادة من خبرة باكستان النووية والتكلنوجيا العسكرية والدفاعات الجوية وأنها تملك واحدة من أكبر الجيوش الإسلامية عدداً وخبرة
والزيارة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تهديدات وإعتداءات إسرائيلية بغطاء وحماية أمريكية وصمت دولي
وقد تعتبر هذه الاتفاقية نواة لتحالف إسلامي واسع تضم كل الدول الإسلامية لتوازن المعادلة الدولية كما يمكن الإنضمام لتحالفات دولية كالبريكس أو منظمة شنقهاي وعدم الارتهان لأي قوي تسعى للهيمنة والسيطرة الآحادية
وإذا إستلهمنا هذه التجربة نرى أن السودان اليوم في قلب التحولات الإقليمية والعالمية ويعاني من حرب وعدوان داخلي وخارجي وفي أشد الحاجه الي مثل هذه الاتفاقيات والتحالفات وأن مصدر قوة السودان تستمد من موقعه الجيوسياسي وموارده المتنوعة المتصارع حولها فالسودان بحاجة إلى أن يخرج من العزلة وعدم الارتهان للقوى الكبرى وذلك بتأسيس تحالفات أمنية واقتصادية (مع الدول التي تحترم سيادتنا وأيضا الإنضمام الي الكتل الصاعدة كالبريكس، وتحالف شنقهاي) لبناء شراكات مع دول تملك خبرة عسكرية واقتصادية كبيرة لتقوية جبهته الداخلية ويصبح شريكا أصيلا بإتفاقيات متعدده
فنحن في حاجة الي بناء رؤية استراتيجية وطنية أولا ومشروع وطني متوافق عليه تضع المصالح العليا للسودان فوق الخلافات الحزبية أو العسكرية وترتكز على الاستقلال والسيادة ونحمد الله بأن الحرب اثمرت تقوية الجبهة الداخلية بصورة كبيرة وأخيرا فأن القوة لا تُبنى بالانفراد بل بالشراكات والتحالفات الاستراتيجية
فولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو أول مستفيد من مخرجات القمة العربية في الدوحة عمليا