اواصل ولاهمية الموضوع المهدادات الأمنية للعلاقات السودانية المصرية وعندما نتحدث عن المهددات الأمنية للدولتين نعني او نقصد مهددات الأمن القومي لمصر والسودان وتناولت في الحلقات السابقة أن كبري تلك المهدادات استهداف الأمن المائي للدولتين ومحاولة إنفراد بعض من دول المنبع بالتصرف الغير قانوني في استغلال مياه النيل أو روافده بدون شورة السودان ومصر ولعل في ذلك قصد دولي اكبر من فهم تلك الدول التي تحاول أن تاخذ نصيب ليس من نصيبها المتفق عليه وفق اللوائح والاتفاقيات علمآ ان تلك الدول لاقدرة لها علي انشاء السدود حيث تم تشجيعها وفق خطة من دول كبري بعضها ينتمي الي الامة العربية وبعضها ينتمي الي دول الغرب لكن القاسم المشترك لتلك الدول هوخدمة الكيان الصهيوني الذي يري في مصر شوكة حوت في حلقه إذ انه يريد ان يتمدد في الشرق الاوسط والخليج العربي ويري الدولة الوحيدة التي ستعارض خطته وتقوم باجهاضها بشتي انواع المقاومة هي مصر فمصر هي الدولة العربية الوحيدة التي تخشاها إسرائيل وبالتالي تبني إسرائيل خطتها الخارجية علي محاولة أضعاف مصر واشغالها بحروب بعيدة عن المسرح الإسرائيلي ولهذا جاء التفكير في انشاء سد النهضة الذي يقلل من حجم تدفق النيل الي مصر والسودان ومعلوم أن مصر لاتجامل في محور امنها المائي، واما السودان سيكون المتضرر الاكبر من انشاء سد النهضة الذي سيتاثر به اكبر مشروع زراعي في أفريقيا وهو مشروع الحزيرة وامتداد المناقل وكذلك التأثير علي خزان الروصيرص لتوليد الكهرباء وسنار وحتي خزان مروي سيتاثر بذلك ولهذا يجب علي السودان متمثلا في حكومته عدم التهاون في موضوع سد النهضة الذي يعتبر مهدد استراتيجي للسودان ومصر،
احدي الوسائل التي يجب أن تقوم بدورها التعبوي والتنويري لشعبي وادي النيل هو الإعلام فيجب علي الإعلام الحر والرسمي في الدولتين ان يتحمل مسؤليته الكاملة تجاه هذه القضية الهامة وعليه أيضآ ان يبتعد عن مواطن الخلاف الذي يعكر صفو الود بين الدولتين فيجب علي الإعلاميين السودانيبن والمصريين عدم خلق المعارك الوهمية وعدم نشر الشائعات التي تضر او تعطل حركة العلاقات بين البلدين بل يجب أن يتبني الاعلام المصري السوداني خطة موحدة متفق عليها تعزز من قوة العلاقات وترفع من سقفها بل يجب أن يكون الإعلام فصيل متقدم يدافع عن البلدين فقضايا الاوطان لاتحتمل الحياد او السكوت ومن هذا المنطلق نقترح قيام منتدي الاعلاميين المصريين السودانيين لدعم قضية الأمن المائي للدولتين وكذلك يبحث عن كيفية تطوير العلاقات الي الأكثر لتصل مرحلة التكامل الشامل ويقيني التام أن سفير مصر بالسودان سيتبني هذه المبادرة ويقوم بدعمها ورعايتها لفهمه العميق لأهمية دور الإعلام في القضايا الوطنية كما أنه من أميز سفراء الشقيقة مصر الذين تعاقبوا علي السودان تفهما للسودان وتعقيداته ومهدداته بل يمثل الحضور الدائم في كل مايتعلق بأمن واستمرار السودان وصار سودانيا مهموم بقضايا السودان يتعدي في ذلك الكثير من سفراء السودان خارج بلادهم وليت السيد رئيس مجلس الوزراء أمر بمراجعة أداء سفراء المحطات ذات الأهمية القصوي للسودان
