أخر الأخبار

في المعابر الحدودية والمعسكرات الدائمة معتمدية اللاجئين ضمّادة الإنسانية

في حدود السودان الشاسعة تتواجد معتمدية اللاجئين في معابر دخولٍ تنتشر على شريط طويل في ولايات البلاد المختلفة، وبما أنَّ دول الجوار الإفريقي مليئة بالإضطرابات وتكثُر الإنقلابات العسكرية والجوع والكوارث الطبيعية ظلّ السودان وطناً لمن هاجروا بحثاً عن الأمان، وما إن حدث طارئ بتلك الدول إلاّ وُجدت معتمدية اللاجئين في المقدّمة لمهامها ودورها ومسؤوليتها الأخلاقية والقانونية، فعندما أعلن معتمد اللاجئين الراحل عبد الله سليمان الطوارئ في نوفمبر 2020 لمجابهة التدفق الإثيوبي تحركت مجموعاتٍ مقدرةٍ من موظفي معتمدية اللاجئين في ظروف إستثنائية وأوضاع إقتصادية قاسية تشهدها البلاد. ومنذ إندلاع الحرب في الجارة إثيوبيا بإقليم التيقراي هربت أعداد كثيرة منهم للسودان فهبّت السُلطات المحلية والمجتمع لإكرام من إستجاروا بهم فكانت معتمدية اللاجئين حاضرة برغم الإمكانيات والميزانيات الضعيفة موظفون في مقتبل عمرهم يفترشون الأرض مسجلين للاجئين وآخرين في قسم الحماية وإدارة المعسكرات ومراكز الإنتظار . وما إن حدث دخول جماعي تُعلن معتمدية اللاجئين الطوارئ ويتم تكوين لجان لإدارات الأزمة، فألتحية للذين يُساهرون الليالي في الطُرقات من أجل الإنسانية وهذا نهج عمل اللجوء، الثناء لسائقي معتمدية اللاجئين ولشبابها الدؤوب لقد مثّلوا وقدّموا كل ما لديهم في ظروف قاهرة فأللجوء يحتاج لأموالٍ ضخمةٍ وبرغم قِلة الميزانيات الكافية للاجئين الذين يُشاركون المواطنين في مأكلهم ومشربهم إلاّ أنَّ الدولة تتحمّل فوق طاقتها ويظل حديث المفوض السامي لشئون اللاجئين فيليبو غراندي : في رسالته البليغة بأنه ( ما حصل من تدفقات للاجئين الإثيوبيين إبان حرب التقراي لو حصل في دوله غنيه لإنهارت تلك الدوله ) إعتراف المفوض يؤكد عِظم المهمة التي تقع على السودان بصفة عامة ومعتمدية اللاجئين على وجه الخصوص. وبلادنا رغم إمكانياتها الضعيفه والشحيحه إستطاعت بمروءة أن تستقبل اللاجئين وتستضيفهم قبل وصول أي معينات من المجتمع أو المنظمات الأجنبية وشهدوا على ذلك الكرم الذي كان سِمة ظاهرة في الإدارة الأهلية والسلطات المحلية والمواطنون عامة في شرق السودان حيث قاموا بإطعام اللاجئين ومساعدتهم بالمياه وضروريات الحياة قبل وصول وكالات الأمم المتحدة والمنظمات التطوعية الأجنبية والوطنية . فمعتمدية هي الرصيف الحكومي للمفوضية السامية لشئون ومنذ تكوينها من ستة عقود شهدت خلالها تدفقات اللاجئين الإرتريين والإثيوبيين وسجّل الجيل الذهبي للمعتمدية بقيادة الراحل حسن محمد عثمان أمثلة ما زالت راسخة وتأريخ ناصع يُحفظ لمعتمدية اللاجئين .
في فترة الطوارئ ومركز إستقبال الهشابه ( القريه 8 ) وضع موظفي معتمدية اللاجئين بصمتهم برغم إنتشار الأمراض الخطيره يتوسطون اللاجئين بكل ما هو متاح ( التسجيل ثم تقديم الحمايه ).
كتب السودان تأريخ ناصع في إستضافة اللاجئين منذ ستينيات القرن الماضي عندما لجأ خمسة ألآف زائيري ومنذ ذلك الوقت تدعم الدولة اللجوء فتم إنشاء معتمدية اللاجئين للإهتمام بقضايا اللجوء فكان شبابها وخُبراؤها شُعلة من النشاط والحيوية وحب الوطن والغيرة على البلاد برغم ضعف الميزانيات إلاّ أنهم ظلّوا في خدمة اللاجئين بلا مَنٍ أو أذى وهي رسالة إنسانية صادقة توارثوها منذ ستون عاماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى