
بعد حصار الفاشر الذي مازال مستمرا في ظل ازمة انسانية خانقة ظل يدفع ثمنها المواطن البسيط داخل المدينة وسط صمت غريب مما يسمي بالمجتمع الدولي ومنظمات الامم المتحدة التي عجزت تماما عن توصيل الاغاثة للمواطنين داخل الفاشر والانتهاكات المتعددة لمليشيا التمرد بخرق الهدنة والاعتداء علي قوافل الاغاثة حتي داخل افريقيا الوسطي..بعد كل ذلك تمددت الازمة الانسانية لتطال مدن اخري في جنوب كردفان كمدينتي كادوقلي والدلنج..
تصريحات والي جنوب كردفان بعد لقائه بوزير المالية الاتحادي بشأن الازمة الانسانية القاتلة لمواطني عدد من مدن الولاية يرفع الراية الحمراء لخطورة تمدد المليشيا المتمردة والتي وجدت الدعم والمساندة من حركة عبد العزيز الحلو بعد أن صار نائبا للمجلس الرئاسي في الحكومة المزعومة لجماعة التأسيس…
إن قطع الطرق المؤدية لتلك المدن والتعدي علي كل القوافل وحتي عربات نقل المدنيين التي تنقل المؤن والاحتياجات الأخري أصبح يشكل هاجسا كبيرا لولاية جنوب كردفان التي ظل جزء كبير منها يعاني الأمرين بسبب سيطرة الحلو من جانب وبعض مليشيا الدعم السريع التي تماهت معه من الجانب الأخر..
لم تتوقف المليشيات عند العمل العسكري فقط في ولايات دارفور وبعض أجزاء كردفان الكبري وانما استهدفت المواطن المغلوب علي أمره حتي في معسكرات النزوح التي تعرضت للحرق والدمار.. فالقصد هو الضغط علي المواطن لكي يستسلم ويصبح جزءا من داعمي ما يسمي بحكومة التأسيس…وما معسكرات التدريب التي كشفت عنها صحيفة لاسيلا قاسيا الكولومبية بالامس في مناطق جنوب وغرب نيالا الا عملا منظما لتكوين مايسمي بجيش حكومة التأسيس المزعومة…
تلك الاعتداءات المتكررة علي المواطنين في مدن وقري جنوب كردفان ومحاولة قطع الطرق المؤدية لها وحصار الفاشر وقبله وبعده مايجدث في الابيض ومحاولة عزلها واحتلال كل ولايات دارفور…كل ذلك يؤكد بوضوح أن المليشيا ومن يدعموها بعد عجزهم عن الانتصار العسكري اتجهوا لاستخدام سلاح الظروف الانسانية البحتة بالتضييق علي المواطن بعدم توفر ليس الماء والكهرباء والدواء فحسب بل حتي المواد الغذائية في أدني مستوياتها..
في تقديري ان دورا كبيرا يقع الآن علي المكونات الإجتماعية في تلك المناطق ممن لهم تأثير علي المليشيا من جانب وعلي حركة عبدالعزيز الحلو من جانب آخر بأن يعملوا سويا مع متحركات الجيش لأنقاذ اهلهم ومواطنيهم بعد أن عجزت منظمات الأمم المتحدة عن القيام بدورها الإنساني تجاه المواطن في تلك المناطق…وبالمقابل التعويل الآن اكبر علي الحيش الوطني بمتحركاته المختلفة بأن يفك حصار تلك المدن ويطهر ارض كردفان ودارفور من دنس تلك المليشيات التي أضحت تستخدم المواطن وقودا لحرب دمرت ولم تستبق شيئا…