أخر الأخبار

السماني عوض الله يكتب : النيل يجمعنا

أخترت هذا العنوان للمقال إقتباسا من الرواية التي دشنها دكتور أشرف الريس ، حيث الأمير جمال عنقرة قام بتنظيم حفل التدشين بمجهود ودعم من السفير المصري بالسودان هاني صلاح .

والنيل يجمعنا ليست قصة كفاح أو قصة لشابين “سودانية ومصري” جمعتهما ظروف الإنسانية فقط ، بل هي تاريخ ممتد على مر العصور والأزمنة ، فالتحية للأمير وللسفير وللريس الذين أضاءوا شمعة في مسير العلاقة بين شعبي وادي النيل وأعادوا لنا رسم خارطة المستقبل .

الرواية التي تتضمن 82 صفحة لن تتوقف عند عندما تريد قراءتها ، بل تجبرك على إستكمالها من الغلاف الي الغلاف دون أن تضع الكتاب جانبا .

مضت “النيل يجمعنا” الي رحاب أوسع في فضاء العلاقة ووضعت رؤية إستراتيجية للمسؤولين في الدولتين في كيفية وضع خارطة طريق مستقبلية للأستفادة من العوامل المشتركة بين الدولتين والشعبين في تمتين الجوانب الثقافية والإجتماعية .

أظهرت الرواية قوة العلاقة الشعبية بين السودان ومصر وأنهما شعب لا تفصله الحدود السياسية ولا المتغيرات الجيوسياسية ،بل أن فرص التكامل أوسع وأن الروابط الثقافية بينهما أقرب مما يتصوره الأخرون .

“النيل يجمعنا” تمثل شريان الشعبين النابض والوريد الذي يحمل دما يؤكد أصالة شعب مصر وحبهم للسودانيين ، فكانت مريم اللاجئة وجدانا يبعث بالأمل رغم الظروف التي مرت بها من معاناة ، لكنها لم تفقد الأمل حتي عادت أقوي مما كانت ، وهي تجسد حالة السودان الذي يمرض ولكنه لا يموت .

وكان حسام الطبيب المصري الذي تطوع من أجل خدمة مريم ومن معها من من أجبرتهم الحرب للهروب ولكنهم وجدوا حسام يمشي بينهم مداويا ، فهو يمثل مصر التي ظلت تحتوي السودانيين وتساندهم حتي استعاد السودان عافيته .

النيل يجمعنا رواية ولكنها تمثل واقعا حقيقيا نعيشه الان ، تصلح أن تصبح فيلما سينمائيا يتجدد في روح العلاقة ، وهي بداية حقيقية لإنتاج أعمال سينمائية مشتركة تترجم للغات متعددة لقطع الطريق أمام من يحاول أن يعكر صفاء العلاقة بين الشعبين .

شكرا السفير هاني الذي يسعي لإحياء ذكري زيارة أم كلثوم للسودان في اواخر العام 1969, فقد قام بتأكيد أن العلاقة الشعبية متجذرة ، وشكرا الأمير الذي تشبع وارتوي في حب مصر .

نترقب أن يصدر وزيرا الثقافة في البلدين توجيهات بإنتاج عمل سينمائي يجسد النيل يجمعنا ليكون رافدا ثقافيا وسند حقيقي لتفعيل كثير من الملفات المشتركة التي أصابها الخمول كاذاعة وادي النيل وإنشاء قناة تلفزيونية مشتركة لتعكس التقارب الثقافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى