أنا الفاشر.. ونزيف كردفان

الحاكم نيوز :

أنا الفاشر.. ونزيف كردفان

رسالة الجمعة كلام سياسة

الصافي سالم

 

نداء لكل الإعلام الحر نجعل من هذا الأسبوع هاشتاق أنا الفاشر.. مدينةٌ تنزفُ صبرًا، وأرضٌ تئنُّ تحتَ وطأةِ الحصار.كنتُ أُغني للمساء، أُهدهدُ رياحَ الوادي، وأغزلُ من رملِ الطرقات حكاياتِ الطمأنينة.لكن الحرب جاءت كعاصفةٍ لا تُمهل، اجتاحت الشجرَ والحجرَ والبشر،

خلفت وراءها مدينةً يملأها الصمتُ الثقيل، وجدرانًا تبكي على ساكنيها الذين رحلوا أو اختبأوا من الموت.

وفي كردفان…ذاك الجسدُ الذي طالما رقصَ على نغمِ الطمبور،اليوم ينزفُ.. يُكفنُ أحلامَ أطفالهِ بخيوطِ الخوف،ويكتبُ بأشلائه نشيدَ الجوعِ والصمودِ والخذلان.تُحاصرنا الآلام من كل الجهات،لا فرقَ بين دارٍ ومسجد، بين زقاقٍ ومدرسة،كأن الحرب لا تفرّق، بل تمحو ما يعترضها بلا هوادة.لكننا لم ننسَ أن نحلم، رغم العتمة، كُنا نشعل فتيل الأمل بأصابع الأمهات،كُنا نغني سِرًّا في البيوت المحطّمة:”لسه الليل ما طال، ولا الشمس غابت، ولا الصبر خان…” وغدًا نحكي… وغدًا، حين تنقشعُ هذه الغُمّة،حين يعودُ الطبلُ ليرقصَ على جراحنا التي التأمت سنحكي.سنقول: كُنا هناك، في قلبِ النار، كننا لم نحترق، بل ازددنا صلابة.كُنا محاصرين، لكننا لم نستسلم.

كُنا جوعى، لكننا أشبعنا العالمَ بقصصِ كرامتنا. وغدًا نحكي فصول الصبر والغُمّة،

بأن قد زالت البلوى، وصارت قصة تُروى،عن الفاشر… وكردفان…عن وطنٍ لم يمت، بل انتصر، بأهله، بصبره، وبدمعهِ الذي صار نبعًا للسلام.

نواصل أنا الفاشر وأنا كردفان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى