رثاء الشهيد البطل العميد/ الطاهر عرجة ود حقار

الحاكم نيوز :

بسم الله الرحمن الرحيم.

 

قال تعالى :

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)

صدق الله العظيم.

 

في رثاء الشهيد البطل العميد/ الطاهر عرجة ود حقار .

 

كتب اللواء/ جدو إسحق فضل عشر :

 

الشهيد العميد الطاهر عرجه حقار،أثره سيبقى ومدرستة الخاصة في الشجاعةِ والإقدام سيتوارثها جيل عن جيل وتضحياته الجسام التي سطرها من أجل الوطن وكرامة انسانه وسلامة أراضيه سوف تظل راسخة في أذهان وقلوب الشعب السوداني.

 

لقد تأخرت كثيرا عن الكتابة أوالنعي والرثاء في الصفحة يعود ذلك الى فقدنا لجلل لرجلٍ يُعد من أهم ركائز قيادة القطاع الشرقي والأوسط بحركة العدل والمساواة السودانية ،انه الشهيد الفذ العميد/ الطاهر عرجة حقار وهو غني عن التعريف قد عرفه الشعب السوداني بمواقفه البطولية خلال معركة الكرامة وحيا فضلا عن معرفة جنوده عنه من شجاعته وكرمه الفياض وشهامتة التي تعبر عن بطولته وأيصاً من خلال قيادته الرشيدة لمتحرك الشهيد الدكتور خليل ابراهيم ،بمحور متحرك الصياد ،الذي أبلى فيه بلاءً حسناً. وكذلك متحرك نمور الصحراء / كردفان محور الخوي.

عبر الجميع عن الشهيد كلٌ بطريقته وذلك قبل إستشهاده ومن ثم بعده .

لعل الموت غاية سبيل الأولين والآخرين كل منا ينتظر يومه الذي سطره له خالق الكون جل في علاه . والاستشهاد في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض غاية كل شجاع تشبع قلبه بالقيم والوطنية.

ترجل اخي ورفيق الدرب الشهيد الطاهر عرجة عن هذه الدنيا تاركاً خلفه انجازات ميدانية عظيمه وترك فينا أثرا بليغاً إلا أن تركته من المواقف الشجاعه أفرغت إلينا الصبر والاحتساب عن هذا الفقد الجلل.

وبفقده بلا شك فقدت القوة المشتركة والقوات المسلحة السودانية، أحد فرسانها ورموزها العسكرية وأيضاً رفاقه في ميادين حركة العدل والمساواة السودانية في قطاعاتها المختلفة التي عمل بها .

الشهيد الطاهر عرجة من أبرز القيادات العسكرية في القطاع الشرقي الذي تشرفت بقيادته وكان الشهيد خير عون وعضد لنا ولهيئة القيادة بالقطاع كان خلوقا وظل يعمل بلا كلل أو ملل في تنفيذ الواجبات الموكلة إليه بل كان سريع الانجاز وذو خبرة عالية في تخطيط العمليات العسكرية وإدارة المعركة ويقدر المواقف كقائد حقيقي ويتخذ من القرارات الصائبة وقت الحاجه .

لمن لا يعلم أن هذا البطل الشهيد كان سببا بعد الله سبحانه وتعالى في تحرير مدينة ود مدني لدخوله كأول عربة تعبر جسر حنتوب إلى ود مدني بعد أن تجاوز الكُبري مقتحماً بكل بسالة ولم يكترث للأصوات التي تقول له بأن هناك ألغام مزروعه يعرض نفسه للخطر وايصاً لم يعير اهتماماً للقناصين الذين تحصنوا في البنايات العاليه وغيرها من المخاطر التي تعيق تجاوز عربة قتاليه واحدة لكل هذه العثرات، هذا الرجل العظيم نشهد له بالشجاعة النادرة.

بعد تحرير مدينة ود مدني قاد الشهيد متحرك الشهيد الدكتور خليل ابراهيم برفقة متحرك الصياد فتحوا الطريق القومي من مدينة كوستي الي مدينة الأبيض وكذلك فك حصار مدينة الأبيض .

قاد الشهيد الطاهر عرجة تحرير منطقة الدبيبات وعدد من المناطق التي عبثت فيها المليشيا في ولاية غرب كردفان .

كما صد مع رفاقه عدد من الالتفافات اليائسة التي حاول العدو مقاوما القيام بها بهدف إسقاط مدينة الأبيض .

دوما نجلس معه في آخر اليل بغرض نقييم الأداء اليومي وموقف الغد وذلك حتي لو كنا في مواقع مختلفة من الضرورة والأهمية نتحدث عبر مكالمة هاتفية بشكل يومي والجدير بالذكر قبل إستسهاده ببضع ساعات كنا قد تناقشنا وتفاكرنا معا عن مواضيع عديدة أهمها تخص العمليات الجارية حالياً ومواضيعه الخاص التي يفكر في إنجازها على المدى القريب اخيرا طلب مني العفو كعادته في خاتمة النقاش.

فرديت عليه بالعفو لله.

الشاهد في استشهاده أنه دائماً يتقدم الصفوف ويجعل عربتة القتاليه في المقدمه كما فعل في معركة تحرير مدني والدبابات وغيرها وفعل الشيئ نفسه في أم صميمه على الرغم من إصابته في اليد أثناء بداية المعركة وطُلب منه زملاءه القادة بالتراجع لتلقي الإسعافات والعلاج الا أنه رفض الرجوع الي الخلف، الح أن يواصل المسيار مقاوماً بذلك جميع المناشدات بعدما قاموا بالاسعاف الأولي لموضع الجرح وإيقاف النزيف استمر البطل الشهيد مطاردة العدو لمايقارب ال 50 كلم ودخل وسط العدو مقاوما بضراوة إلى أن أصيب هناك الإصابة ثانيه فكان لها استشهاد البطل الذي سطر التأريخ من أوسع أبوابه وسجل اسمه بأحرفٍ من نور كما ترك والده المناضل البطل الشهيد عرجه حقار نفس البصمات وهو أحد قادة الدفاع الجوي لقوات حركة العدل والمساواة السودانية ،الذي أستشهد قبل سنوات في ارض المعارك وكان متقدم الصفوف، تقبلهما الله في العليين..

الا تغمد الله الفقيد برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وعزؤنا للأسرة الكريمه وأسرته الصغيرة ورفاقه بالمشتركة والقوات المسلحة وجميع الوطنيين من أبناء الشعب السوداني وخالص امتناننا لهم بدعواتهم الصادقة لروح الشهيد

إنا لله وانا اليه راجعون.

 

اللواء /جدو إسحق فضل عشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى