
بقلم دكتور هاني احمد تاج السر المحامي.
عقب اشتعال الحرب فيما بين ايران وإسرائيل في مواجهة مفتوحة علي كل الاحتمالات ومن بينها ضرب الدول الحليفة لإسرائيل في تطور لافت وتحولات هيكلية في مقاربات السياسة الدولية التي تسير علي رمال متحركة واحداث متسارعة .
في ظل واقع الصراع الحالي لا مناص من تأثر دولة الإمارات
بهذه الحرب تأثير مباشر وعلي الرغم من محاولة المكوث في المنطقة الرمادية في ظل وجود شراكة استراتيجية مع إسرائيل تتمثل في اتفاقيات الردع المزدوج منذ تاريخ توقيع
اتفاقيات ابراهام فقد دخلت الإمارات مرحلة جديدة في التحالف مع إسرائيل تتجاوز كافة الأطر الرمزية المتعلقة بالسلام مقابل السلام الي مستويات عملياتية تتعلق بالأمن السيبراني والدفاع الجوي والتعاون الاستخباراتي الذي سعي الي ايجاد آليات التجسس المتطور وبناء محور ردع إقليمي ومحاولة بناء معابد لليهود والبوزيين في اطار ترضية كافة الأطراف ذات الصلة بالكيان الصهيوني
اما علاقة الإمارات بالجمهورية الاسلامية الايرانية فهي تحافظ علي قواعد اللعبة في التوازن الدولي والاقليمي فقد بنت علاقات تجارية راسخة مع ايران ومنحتها رخص انشاء مصارف تجارية واستثمارات ضخمة وربط لوجستي بواسطة ميناء جبل علي ومنح رجال الأعمال الايرانيين امتيازات بمدينة دبي
هذه الازدواجية ذات الابعاد الاستراتيجية تؤمن لها مصالحها الاقتصادية والامنية وتحول دون ضربها داخل العمق الاماراتي لأنها تمارس التدليس وتظل داخل المنطقة الرمادية
لكن إذا اظهرت ابوظبي موقف سياسي معادي لايران سوف يتم استهداف الموانيء الامارتية ومنشأت الطاقة وكافة المنشأت الحيوية في دبي وابوظبي الأمر الذي يعجل بانهيار الاقتصاد الاماراتي لانه يقوم علي التجارة والسياحة وغسل الاموال والفنادق والدعارة والبارات وهذه كلها يمكن ان تزول بمجردحدوث هجوم ايراني علي الامارات
الرئيس الاسرائيلي أشار بوضوح الي الدول المتحالفة معها وموقعة معها اتفاقيات للدفاع المشترك ولعله يقصد بشكل اساسي الإمارات ولكن هل تستطيع دولة بن زايد الخروج من المنطقة الرمادية الي منطقة الوضوح والشجاعة ام انها تتدثر بالصمت المميت
الإمارات أشعلت عدد من النزاعات الداخلية في كل من اليمن وليبيا والسودان وكانت تظن ان نيران الحروب لن تصلها وانها محصنة ضد الحروب وأصوات الرصاص ولكن الله قادر علي تسليط جنوده علي المعتدين
هذا التموضع الرمادي يواجه تحديات واضحة فمع استمرار الحرب بين ايران وإسرائيل من الصعب جدا فصل المسارات خصوصًا اذا كانت الخسائر كبيرة من الطرفين وموقف إسرائيل هو الاضعف لأنها بدأت الحرب ولن تستطيع المؤسسات الدولية التدخل لايقاف ايران من حق الدفاع الشرعي لان الميثاق لايحول دون الحق في الدفاع عن النفس وعن حق الرد على العدوان ولذلك فإن الإمارات سوف تكون جزء من هذه الحرب اذا استمرت ولن يكون لها وجود اقتصادي اذا تم استهدافها
بالله التوفيق