
يمتلك السودان إمكانيات زراعية هائلة، تُقدَّر بأكثر من 200 مليون فدان صالحة للزراعة. هذه الهبة الطبيعية جعلت منه محط أنظار الكثير من القوى الطامعة، خاصة في ظل النقص الغذائي العالمي الناتج عن تراجع الإنتاج وازدياد عدد السكان. ويتميز السودان بتنوع مناخه، وتربته الخصبة المتنوعة، ووفرة مصادر المياه من أنهار وجوفية.
ورغم هذه المقومات، لم يشهد السودان نهضة زراعية شاملة بسبب ضعف استخدام التكنولوجيا الحديثة، وغياب البنية التحتية الأساسية مثل الكهرباء في مناطق المشاريع الزراعية، بالإضافة إلى التحديات الأمنية والسياسية التي تعيق الاستقرار.
لكن في ظل الثورة التكنولوجية الحالية، يُعاد تشكيل مستقبل الزراعة عالميًا، وذلك من خلال إدخال الذكاء الاصطناعي، الذي يقدم حلولاً علمية وعملية لتحسين الإنتاج والإنتاجية، وتقليل التكاليف، ومواجهة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية وندرة الموارد.
وعليه، ينبغي علينا كزراعيين وباحثين مواكبة هذا التطور، لتعزيز الزراعة المستدامة، وتقليل الأثر البيئي، وتحقيق الأمن الغذائي، وذلك باستخدام التطبيقات الذكية والتقنيات الحديثة التي تُدار عبر الهاتف المحمول، وتشمل جميع مراحل العملية االزراعية، من تحضير الأرض والتنبؤ بالطقس، إلى الحصاد.
يساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير الزراعة من خلال:
استخدام الطائرات المُسيّرة والمجسات لجمع بيانات دقيقة عن التربة والنباتات.
تحديد كميات المياه والأسمدة والمبيدات المطلوبة.
التنبؤ بالإنتاج والأمراض والآفات.
إدارة الري الذكي بناءً على تحليل الطقس واحتياجات النبات والتربة.
استخدام الروبوتات الزراعية لتقليل الاعتماد على الأيدي العاملة.
التحليل السوقي لمساعدة المزارعين على اتخاذ قرارات تسويقية دقيقة بشأن توقيت بيع المنتجات.
لذلك، من الضروري تمكين المزارعين من امتلاك تطبيقات ذكية، سهلة الاستخدام ومنخفضة التكلفة.
فمن لا يملك قوته، لا يملك قراره
د.موسي علي ادم