
..
وارثين الشهامة من عهدا بعيد نارهم ما بتموت أسأل ناس أبوك ياوليد .. كأن هذه الكلمات قد قيلت بحق هؤلاء المتوشحين بالصمود والبسالة _ سيوف الحق وسلاح الإنتصار من رجال المقاومة الطبيعية في الخوي _ إنهم فرسان دار حمر ( الذين هزموا مخططات مافيا الإمارات ومررتزقتهم ( آل دقلو ) في ضواحي الخوي شرق النهود _ الخوي تعد منطقة وادعة دخلتها مليشيا التمرد وهي في سكة هروبها من الخرطوم ظنا منها أنها سوف تستعيد توازنها وتعيد ترتيب أوراقها الممزقة من هناك ..
_ ظن هؤلاء القتلة أنهم سوف يزيقون أهل هذه المنطقة ذات القسوة والحرمان الذي مارسوه علي أهل الخرطوم ووسط السودان _لم يكن الأخطل عبد الرحيم دقلو ولا سواه من ( معاتيه ) المليشيا الإرهابية قادرين على تصوّر وإستيعاب الهزيمة التي تعرضت لها مليشياتهم وما يحدث لهم في كردفان وما ظلت تتلقاه مليشياتهم من هزائم معركة بعد معركة مثل هذه الضربات الموجعة من هؤلاء الغبش ( فرسان دارحمر) .
_ ما كان يظن قادة المليشيا أن قرية صغيرة مثل ( أم دفيس ) غالبية سكانها ( أولاد برعاص ) فرع من بطون قبيلة حمر تخوض غمار حرب شرسة ويتفازع عليهم رجال وشباب المقاومة الشعبية من فرسان دار حمر ، ويطهروا مدينة الخوي وجوارها ويعيدون كل المنهوبات ويقتصوا للشهداء بعد الهجوم الغادرالذي نفذته مليشيا آل دقلو الإرهابية على مدينة الخوي ولكن شبابها كبدوا المليشيا المتمردة خسائر كبيرة إذ تم تدمير عدد من الاليات القتالية وهلاك العشرات من عناصر المليشيا _ الفزع الحمري إسترد عدد (3 ) شاحنات كانت قد نهبتها المليشيا من مدينة الخوي .
_ المليشيا وأعوانها كانوا يظنون أنهم سوف يواصلون رحلة النهب والقتل والإغتصاب في دارحمرإلا أن فرسان المنطقة حولوا حلم هؤلاء إلي بكاء وقصة من الخوف _ أثبت فرسان دارحمر أن ديارهم عصية علي المجرمين والشفشافة رفعوا شعار «ما يؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، هزموا عصابة التمرد في كل جولات المواجهة _ أدرك المرتزقة خطأ تصرفهم والثمن الكبير الذي دفعوه لهذه المفاهيم غير الواقعية.. التمرد بات في كل مرة يشن حرباً، يخسر المزيد وأن باب التفاوض والمساومة قد أغلق لم يتبق أمامهم سوى الإعتراف _ أبناء دارحمر أكدوا لحمهم مر وأنهم لن ولم يكونوا لقمة سهلة المضغ للمليشيا التي أجبرتهم على خوض معارك ملؤها دماء الحق والعزة .. لقد علم هؤلاء الأوغاد أن هذه منطقة لقمة مسمومة وأن لدغتها قاتلة وأن الحروب والنصر فطرة ومن سمات أهلها فإياك من معاداتها فمهما كنت قويا لن تنجو من نيرانها التي شتت شمل المليشيا اليوم وحولت قوتهم المزعومة إلي تفرقا وإنهيارا _ إن من يحاول التمرد علي دارحمر وهو من أبناءها سيعود خاضعا لها بكل ضعف وإنكسار وهي منطقة من يحاول أن يتبرأ منها لأي سبب سيكتشف أنه جزء أصيل منها فهي منطقة جامعة مانعة _ منطقة ودود ولود فمن يحاول أن يسخر منها سيكتشف أنه بطلها وسيكون أول من يدافع عنها إذا جارت عليها الأيام فهي في الأصل من يدافع عنها فهو يدافع عن نفسه .
_ لم يتوقّف المخبول ( عبد الرحيم ) عند هزيمة الأوباش في معركة ( أم دفيس ) . ولم يتوقّف طويلاً عند عشرات القتلى الذين سقطوا في الحروب الدقلاوية في الفيافي ، من صحراء دارفور إلى أقاصي كردفان … يبدو أن ما يهمّه هو دور محارب في مجرى تاريخ حروب الإرتزاق الحديث . كما يبدو أن رؤيته لكردفان كانت مختلفة كثيراً عن رؤية الواقع فقد غرر به قلة من شفشافة المنطقة الذين زينوا له الباطل وووسعوا له دائرة الخيال . كان آل دقلو، يرون أن حراك مليشياتهم بالمنطقة ، والعمل العدائيّ الطامح إلى الاجتياح والتوسّع لن يجد من يكبحه ، فإن هزيمة اليوم من شأنها أن تعيد الطبقة المحاربة التي كانت تحتقر الضعفاء وكل من يتمسك بقيم الفروسية القتالية إلي وعيه وإدراكه _ ليتهم يتعلموا أن معارك فزع دار حمر الضارية كفيلة بإحداث تحول في مشهد قبائل كردفان إذ بدت حالة الإستنفار والتجييش ضد المليشيا تتزايد ومع إتساع نطاق الفراغ والتعدي برزت مزيد من الجماعات المنظمة من المقاومة الشعبية الطبيعية _ اليوم قد تفازع جيش أبوجبة والأهالي من دون قيادة محددة من كل محليات وأطراف النهود وإنتصروا لأهل الخوي رغبة في حماية أرضهم وعرضهم وحتما سيكون الفضل الأكبر من بعد الله الي الأمير _ سليل الفراس . عبد القادر منعم منصور الذي ظل مرابطا بالمنطقة ولم يغادرها رغم ظروفه الصحية _ وجود العم . عبد القادر وسط الأهل بات بمثابة العقد الناظم للقبيلة والقبائل المتساكنة معها _ عبد القادر بات هو القيادة الشعبية الملهمة للثبات والتجرد والتضحية والإستنفار نصرة للقوات المسلحة والوطن .
.