أخر الأخبار

هزّت الضمير الإنساني، ووسعت من دائرة تجريم الميليشيا.. مجزرة صالحة،، تصــاعد الغضب

..

الحكومة تأخرت، وانبرت بشجاعة لتدين، وتعلن تحمل المسؤولية..

الخارجية: حرب الميليشيا موجهة ضد المواطن ودولته الوطنية..

مفوضية حقوق الإنسان: الجنجويد ارتكبوا “جريمة حرب وضد الإنسانية”..

حركة مناوي: يجب تقديم قادة الميليشيا وداعميهم إلى المحاكم الدولية المختصة..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو.

لقيت المجزرة البشعة التي نفذتها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية في منطقة صالحة إدانات واسعة وردود أفعال كبيرة، داخل وخارج السودان، ورصدت الكرامة ردود الأفعال الداخلية على الجريمة النكراء التي راح ضحيتها ٣١ من الشباب الأعزل، بعضهم من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم ١٢ إلى ١٤ عاماً، وهزت جريمة صالحة الضمير الإنساني وأثارت حالة من الغضب والإحباط في الشارع السوداني جراء الطريقة البشعة التي تمت بها الجريمة دون أن يرفّ جفن مرتكبيها.

إدانة متأخرة:
ومع حالة الإحباط التي ضربت منصات التواصل الاجتماعي جراء تأخر الحكومة في إدانة الجريمة، فقد انبرى وزير الثقافة والإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأستاذ خالد الإعيسر لعاصفة الجدل الكثيف، وأقرّ في بيان له، نشره على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، بمسؤولية وزارته في التأخر في إصدار بيان الإدانة بشأن هذا الحدث المؤسف في حينه، مؤكداً أن هذا التأخير لا يعكس، بأي حال من الأحوال، تهاوناً في المبادئ أو تراجعاً عن الثوابت التي يجتمع عليها أبناء الوطن كافة، مديناً بأشد العبارات، الحادث الأليم الذي ارتكبته ميليشيا الدعم السريع المتمردة في منطقة الصالحة بمدينة أم درمان، من خلال قتلها للمواطنين العُزّل، وأكد الإعيسر أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية بشأن الحادثة جاء بالتنسيق المباشر مع وزارة الثقافة والإعلام، انطلاقاً من القناعة المشتركة بالمسؤولية الوطنية، وبدور وزارته كجهة إعلامية معنية بأداء هذا الواجب التنويري تجاه الشعب والرأي العام، محلياً ودولياً، مؤكداً أن وزارته تُنصت بعناية لصوت الشعب، وتولي بالغ الاهتمام لكل ما يطرحه المواطنون من آراء وملاحظات، معتبراً ذلك مصدر قوة وتوجيه، مؤكداً في الوقت نفسه أن المؤسسات الإعلامية التابعة لوزارة الإعلام قد أدّت دورها منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادثة.

طبيعة إجرامية وإرهابية:
وكانت وزارة الخارجية قد أصدرت بياناً حول المجزرة الجديدة التي ارتكبتها ميليشيا الجنجويد بمنطقة صالحة بأم درمان والتي راح ضحيتها أكثر من 31 مدنيًا أعزل، تمت تصفيتهم بدم بارد، وقالت الخارجية مرة أخرى تؤكد ميليشيا الجنجويد طبيعتها الإجرامية الإرهابية، وأن الحرب التي تخوضها بالوكالة عن راعيتها الإقليمية، موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية، منددةً بتباهي الميليشيا بجريمتها البشعة، وتوعد أحد متحدثيها بارتكاب المزيد من الجرائم المماثلة واستهداف مجتمعات سودانية بعينها، وقتل جميع الأسرى والمختطفين، ومعظمهم مدنيون، مبينة أن هذه الجريمة النكراء وخطاب الاستخفاف بالقيم الإنسانية الصادر من الميليشيا بشأنها لا يترك أي مسوغ لعدم تصنيف الميليشيا جماعة إرهابية واعتبار راعيتها الإقليمية دولة راعية للإرهاب وخارجة علي القوانين والأعراف الدولية، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بردعها عن تغذية الصراعات والمذابح في المنطقة.

انتهاك دولي وإنساني:
وعلى صعيد الجهات الحقوقية، فقد أدانت المفوضية القومية لحقوق الإنسان بشدة الجريمة الوحشية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع المتمردة بمنطقة الصالحة بأم درمان وقتلها عدد(31) من المدنيين العزل في ظل الأوضاع التي شهدتها منطقة جنوب ام درمان مؤخراً لا سيما منطقة الجموعية التي شهدت أيضاً جملة من الانتهاكات وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيا المتمردة والتي تشهد نزاعات أخرى، وقالت المفوضية في بيانها إن استهداف المدنيين المباشر في أي مكان يعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، مؤكدة أن الحق في الحياة هو حق أصيل يجب على جميع الأطراف المتنازعة احترامه وضمان حماية المدنيين من القتل والأذى والاستهداف المباشر والمُتعمد، موضحة أن التوثيق المباشر لجريمة مجزرة (الصالحة) وقتل المدنيين والجرائم الأخرى بواسطة أفراد قوات الدعم السريع المتمردة يُعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، طالبت المفوضية القومية لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية وكل الأطراف ذات الصلة تحمل المسؤولية تجاه حماية المدنيين وملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة قضائياً وتقديمهم للعدالة، وعلى خطى المفوضية القومية لحقوق الإنسان سارت شبكة أطباء السودان، ومحامو الطواريء، وغيرها من الجهات الحقوقية والإنسانية في إدانة مجزرة صالحة وتجريم ميليشيا الدعم السريع الضالعة في الجريمة الموثقة.

منظمة إرهابية:
وشكلت حركة جيش تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي، حضوراً في دفتر الإدانات المحلية، حيث استنكر بيانٌ ممهور باسم المتحدث الرسمي للحركة الصادق علي النور مجزرة صالحة، مبيناً أن هذه الجريمة تُضاف إلى سجل هذه المليشيات إذ تمت تصفية أكثر من 30 شاباً أمام مرأى ومسمع بعض الحاضرين، وجرى توثيقها وبثها عبر الوسائط، وقال البيان إنه من ملامح القتلى يبدو أنهم كانوا أسرى لفترة لأن الإعياء والهزال واضح على أجسادهم، مؤكداً أن قتل الأسرى جريمة حرب تعاقب عليها القوانين الدولية، وانتقد البيان محاولات أحد مستشاري قائد ميليشيا الدعم السريع تبرير الجريمة عند استضافته على شاشة قناة الجزيرة مباشر، وطالبت حركة جيش تحرير السودان بضرورة وضع ميليشيا الدعم السريع على رأس قائمة المنظمات الإرهابية، معتبرةً أن ما تقوم به الميليشيا قد فاق كل ما حدث خلال القرن الماضي، مشددة على ضرورة تقديم قادة الميليشيا وداعميهم دولاً كانت، أو منظمات إلى المحاكم الدولية المختصة.

خاتمة مهمة:
وبعدُ ،، هذا غيض من فيض بيانات عدة جهات بالداخل سال حبرها في إدانة واستنكار المذبحة البشعة التي أقدمت على تنفيذها ميليشيا الدعم السريع بمنطقة صالحة جنوب أم درمان، وقطعاً ستترى المزيد من بيانات الإدانة والتي تشكل حملة ضغط على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية على مستوى العالم من أجل إدانة ميليشيا آل دقلو على جرائمها الموثقة وتصنيفها جماعةً إرهابية، وفرض عقوبات دولية عليها وعلى داعميها من المحاور الإقليمية والدولية وفي مقدمتهم دويلة الإمارات رأس الرمح في دعم وإسناد الميليشيا على ارتكاب جرائمها النكراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى